الانتماء للوطن له قيمة عظيمة وكبيرة وهو الذي يربطنا بهذه الأرض الطيبة، وحب العمل والرقي به، والتضحية والولاء أعلى درجات التعبير عن الانتماء للوطن، إحساس داخلي يولد بالفطرة يتوازى مع السلوك العام.
نحن لا نختلف على حب الجميع لهذا البلد الجميل لكن لابد من أن نزيد وننمي هذا الشعور حتى يكون أكثر صدقا ووضوحا وهو ليس بالشعارات لكن بالعمل والتصرف حتى نصل إلى بناء الوطن وتنميته، غرس الأخلاقيات الإيجابية والتي تأتي من ديننا وتراثنا وتاريخنا لابد من غرسها بأطفالنا منذ الصغر، نغرس حب التعبير الدائم والفخر بالانتماء لهذا الوطن عن طريق سرد تاريخ الوطن المشرف وكفاح أجدادنا ومميزات هذه البقعة الشريفة من الأرض وما تحتويه من خيرات ونعم وميزات، نأخذ أبناءنا لمعالم بلدنا ونعلمهم حب هذه المعالم والدفاع عنها.
الانتماء للوطن جزء من منظومة الأخلاق المتكاملة التي يجب أن يشربها الطفل منذ الصغر منها يأتي دور المؤسسات التعليمية والتربوية في تنمية هذا الشعور والإحساس بطريقة مباشرة وغير مباشرة. أعتقد من أهم الأشياء التي لابد أن تنمى لدى أطفالنا هو تنمية الإحساس بتحمل المسؤولية تجاه الوطن ودوره بالمجتمع لكن بطريقة مبسطة وتتطور وتكبر مع تقدم عمر الطفل إلى أن يصبح شابا له دور واضح بالمجتمع والدولة.
فالانتماء للوطن يحتاج لعمل وجهد مستمرين لا ينقطعان، حب الوطن يعني إجبار النفس على الالتزام بأنظمته حتى ولو سنحت الفرصة للانفلات منه، والالتزام بالمحافظة على بيئته ومنشآته العامة وطرقه وكل ما يقع على هذه الأرض الطيبة، وأن نكون على وفاق فيما بيننا حتى ولو لم يعجبنا من أجل حماية الوطن حتى لا يصيبه الانشقاق.
ثقافة الأبناء تجاه الوطن والمواطنة مسؤولية عظيمة وكبيرة تقع على عاتق الكثير من مؤسسات الدولة أهمها التربوية والتعليمية لأن هذه الثقافة يترتب عليها الكثير من السلوكيات الإيجابية. وإن ثقافة الأبناء تجاه الوطن ليست شعارا إنما ممارسة تطبيق للمبادئ والقيم في حب الوطن والاهتمام به. نحن بأمس الحاجة لتعزيز هذه الثقافة وغرسها فينا لنعمل جميعا من أجل هذه الأرض الطيبة التي هي حاضرنا ومستقبل أبنائنا، لنعمل جميعا للبناء والإعمار فيها وليس للهدم والتخريب، للزراعة ليس للحرق، للتربية ليس للقتل ومنها يكون حصادنا الثمار الطيبة لهذا البلد ومستقبل أبنائنا. فالوطن هو المكان الذي نعشقه والمكان الذي تغادره أقدامنا لكن تظل قلوبنا معه.ليكن حب الوطن عزيز على قلوبنا وليكن الحب الخالد. قالوا الحب والسلام قلت وطني، قالوا في مدحك نزود قلت يفداها الحسود ما على هالأرض مثل أرضي الكويت.. الحياة حلوة فقط نفهمها.
n.aldarwesh@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق