خالد الجنفاوي: حكومة عملية تخدم المواطن

“وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” (التوبة 105).
أعتقد أن الحكومة الناجحة وفقاً لمعايير عالمنا المعاصر هي تلك الحكومة العملية(Practical) والتي تجعل المواطن العادي محور ادائها وإنجازها اليومي. أي يرتكز إنجازها الإداري والخدماتي في تطوير الحياة اليومية للمواطن العادي بهدف الحفاظ على مستوى معيشة كريم ومناسب. ولذا نلاحظ مثلاً أن الحكومات المعاصرة والتي تهمل هذا الجانب الرئيس في العمل الحكومي المتوقع في جعل المواطن محور أدائها وجوهر اهتمامها وخططها وأهدافها الستراتيجية تصبح غير عملية وربما غير متناغمة مع ما يحدث في عالم اليوم. فالمعيار الذي استخدمه في هذا السياق لقياس علاقة الحكومة بمواطنيها ينطبق على الحكومات التي توجد غالباً في دول ديمقراطية أو في تلك الدول التي تتبع نظاماً ديمقراطياً معيناً يتناسب مع معطياتها وثوابتها الثقافية والتاريخية. فالحصول على رضى وقبول المواطنين, وبخاصة المواطنين العاديين أي الأغلبية من الشعب, يبدأ وينتهي وفق رأيي في ما ستقدمه حكومتهم الوطنية من خدمات فعلية ترفع من مستوى المعيشة, أو على الأقل تحافظ على مستوى معيشة كريم يتناسب نوعاً ما مع ما تملكه الدولة من مصادر طبيعية وموارد مالية وهياكل إدارية فاعلة. فالحكومة الناجحة هي الحكومة العملية والتي تملك رؤية مستقبلية واضحة تخدم المواطن.
فالحكومة التي تحاول قدر ما تستطيع تنفيذ أكبر قدر من المتطلبات اليومية للمواطن العادي هي حكومة ناجحة بكل المقاييس لأنها تستمر في اتخاذ قرارات عملية تتوافق مع حاضر المجتمع, ومع ما يمكن أن يحدث في المستقبل القريب والبعيد: فالمواطن العادي حاجاته ومتطلباته كثيرة ومتعددة ولكن لديه متطلبات أساسية كحاجته لجودة الخدمات الصحية والتعليمية, وللاستقرار النسبي لأسعار السلع الغذائية والاستهلاكية, ولقلة التعقيدات البيروقراطية في الجهاز الحكومي, والتطبيق المستمر لقوانين المرور, ووضوح الإجراءات الحكومية…. فما يهم المواطن العادي آخر اليوم هو ما يمكن أن يتحقق له على أرض الواقع.
فالنجاح الحكومي عبر العصور تمثل في تمكن وزارات ومؤسسات وإدارات وأجهزة الدولة والقائمين عليها من تطوير البيئة المحلية وبشكل عملي يوفر الوقت والجهد والمال على الحكومة وعلى المواطن. وبما سيؤدي إلى تطوير النشاطات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية في البلد بغية تمكين المواطن العادي من ممارسة مواطنة حقة تتوافق مع ما يحدث حالياً في عالم معاصر وعصري ومتغير. فلعل وعسى.

* كاتب كويتي

khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.