قيس الاسطى: سأشارك

لطالما اتسم المجتمع الكويتي بالقدرة العالية على النقاش، ففي عز أزمة عام 1989 إثر حل المجلس في عام 1986 وتعليق مواد الدستور، استطاعت السلطة والمعارضة في ذلك الوقت النقاش ولو عبر وسطاء، الى ان كانت دواوين الإثنين الشهيرة، ومع تجني السلطة في ذلك الزمان على المعارضة، ومع ان المجلس كان مغلقاً لسنوات، فإن الخطاب السياسي للمعارضة كان رشيداً عاقلاً، حافظ على كثير من الثوابت، ولم يتعد الخطوط الحمر.

نمر بأجواء شبيهة الى حد ما، ولكن المجلس ليس مغلقاً، والحل دستوري كامل الدسم، وكل النقاش يجري حول المادة 71 من الدستور، وهل يجوز إصدار مرسوم يعدل به أصوات الناخبين أم لا؟ وكل الشواهد تدلل على الجواز، مع هذا فإن الخطوط الحمر انتهكت، والخطاب السياسي أصبح سيئاً جداً لامس الفجور في الخصومة، إلى أن وصلنا الى الحد الأقصى جهاراً نهاراً.

كل ما سبق يطرح على أي مواطن سؤالاً بسيطاً، وهو: هل ستشارك في الانتخابات المقبلة أم لا؟

أعلن أنا، العبد الفقير الى الله، أنني سأشارك في الانتخابات المقبلة، وان اقتضى الأمر سأترشح، لا حبا بمنصب أو جاه، ولكن ليقيني ان هذا البلد بحاجة الى طبقة سياسية ترسم لنا خريطة طريق جديدة للمحافظة عليه، فقد مللنا من نواب تحدثوا عن الفساد ومازالوا، ومع هذا لم يشرّعوا قانونا للذمة المالية، أو للكشف عن أرصدة النواب، مع العلم ان عضوية بعضهم مستمرة منذ عقود، واستطاعوا ان يمرروا عدة تشريعات، فلماذا لم ينجز هذا التشريع المهم؟ سأشارك حتى أسهم في خلق طبقة سياسية جديدة بعد ان تفاقمت مشكلة الإسكان، وبلغ الانتظار للحصول على الرعاية الاسكانية فترة تصل الى 15 سنة.

سأشارك لأساهم في طبقة سياسية تطور الرعاية الصحية والتعليمية، بعد نقاش طويل عن هذه الخدمات، وسأشارك وآمل في ان يشارك الجميع معي لإيجاد نواب لديهم أفق اقتصادي يعي ان الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي ووحيد للدخل أشبه بانتحار الحيتان على الشواطئ.

سأشارك لأسباب عديدة يطول شرحها، ولكن وعلى المقلب الآخر، أتمنى ان يدرك من بيدهم الأمر ان تشكيل حكومات بالطريقة التقليدية لن يساعد على اجتياز هذه المرحلة، فقد آن الأوان لكي نشكل حكومة متجانسة قوية تستطيع ان تعمل لمصلحة البلد، بعيداً عن المحاصصة الاجتماعية والسياسية، كما يجب ألا يجدد للقيادات المنتمية للتيارات السياسية، فقد أثبتت هذه القيادات ولاء سيئاً لهذه التيارات، مع العلم ان من عيّنهم في هذه المناصب هو السلطة، فإذا بهم ينقلبون عليها.

سأشارك وآمل في ان يشارك معي جميع من هو مقيد بالكشوف الانتخابية، فقد مللنا شعارات فارغة وكذبا صريحا وتعديا على السلطة التي كانت، ومازالت، وستظل أفضل وارقى من منتقديها.

فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.

قيس الأسطى
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.