وليد الغانم: تويتر.. كشفهم لنا

قابلت نائبا قبل فترة ليست بالقريبة وناقشني في بعض المواقف السياسية آنذاك، لما انتهى نقاشنا قلت له: يا صديقي اني لك ناصح، فاستمع إلي.. اترك عنك التغريد في تويتر فانك غير موفق فيه وعاجز عن مجاراة حوارات المغردين، ووجودك في هذا المجال قد يسيء إليك ولا يزيدك.

دخل النواب والسياسيون والإعلاميون تويتر وهم يظنون ان الناس سيتلقونهم بالتصفيق ونثر الورود، وان كلماتهم وتنظيراتهم ستطير بها الركبان في اقاصي البلاد، وانه إذا ما أرادوا الحديث فسيعم الصمت ارجاء الإنترنت.. ثم صعقوا بالواقع لما اكتشفوا ان اجواء تويتر ليست اجواء الدواوين، وان من يقابلهم في التغريد ليسوا من المصفقين لهم، وان لدى البعض من قوة الطرح وبلاغة الحجة ومتابعة أدق التفاصيل ما يكفي لاحراج اكبر نائب وسياسي في الكويت وكشف تضليله وخداعه للناس.

بعض النواب عرف قدر نفسه فاحجم منذ البداية عن دخول عالم تويتر، فهو في الواقع لا يعرف يصف كلمتين على بعض، فكيف يغرد ويفضح نفسه؟! وبعضهم يعرف ان مقاضبه اكثر من أيادي الاخطبوط، فبماذا يواجه الناس؟

بعض النواب والمرشحين دخل تويتر بحماس وحد الدوسه كما يقال.. يغرد كل يوم، ويعلق على كل حدث، ويجاوب عن كل سؤال حتى ظن انه بلغ منزلة البطولة عند الناس، فلما تفرغ له المغردون بالنقاش الموثق والحجة الكاشفة واظهروا تناقض مواقفه واضطراب مبادئه استوعب انه دخل بحرا لا يقوى على الصمود فيه، فبدأ التراجع عن التغريد ثم بدأ يخفف التعليق على الاحداث، ثم وصل إلى مرحلة انه لا يجاوب أحدا من السائلين.. علام يدل هذا التراجع؟

علام يدل خوف النائب والسياسي والإعلامي من التغريد؟ علام يدل تجاهلهم اسئلة المغردين؟ وماذا يعني هروبهم من مواجهة الحقائق المثبتة ضدهم؟! بالنسبة لي يدل على أمر واحد هو ضعف حجتهم وانكشاف مواقفهم، فبعض هؤلاء، ممن يرفعون شعار الاصلاح او العدالة او الشفافية او الوحدة الوطنية او التعاون مع الحكومة، في الحقيقة هم لا يقصدون من شعاراتهم الا امرا واحدا.. تحقيق المجد الشخصي لهم والتمسك بالكرسي الاخضر.

باختصار لقد كشفهم لنا تويتر.. والله الموفق.

***

• إضاءة تاريخية: 1938/10/22 أنشأ الشيخ أحمد الجابر دار الأيتام، وأول مدير لها الشيخ عبدالله السالم، وبلغ عدد الأيتام 100 يتيم، وعدد الموظفين في بدايتها 2 فقط.

وليد عبدالله الغانم
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.