على الرغم من اصرار البعض على تفتيت المجتمع نحسن الظن بالآخرين ولا نجنح الى سوء النوايا، ونتساءل لماذا كلما هدأت الأمور خرج علينا من يصعد ليعيدنا الى نقطة الصفر؟ على الرغم من يقينه بأن الاوضاع ان ساءت لا قدر الله سيطوله نصيب منها؟ فالمصير في هذا الوطن مشترك، ولا احد بمنأى عن جلل الخطوب، وما يجري علينا اليوم سيجري عليه غدا، لذلك نتمنى ألا يزيد النار حطبا، وان لم يفعل ولم يأخذ بنصائح الخيرين من حوله وهم بلا شك كثر، فمن واجب السلطة ان تأخذ على يده ليتوقف، صونا لأمن الوطن وكرامة الامة.
٭٭٭
صرح سماحة السيد محمد المهري (نشيد بالاخوة ابناء القبائل الذين اعلنوا ترشحهم لانتخابات المجلس المقبل بنظام الصوت الواحد، طاعة لسمو امير البلاد المفدى، ولاجل مصلحة الكويت العليا، فإن الاعلان عن الترشح يعتبر صفعة قوية موجعة لاعداء الكويت، واعداء الديموقراطية).
٭٭٭
ان كان سماحة السيد المهري يظن انه بهذا التصريح قد شد من ازر من اعلن ترشحه من ابناء القبائل للانتخابات فهو واهم، بل اصابهم في مقتل! وان كان يعتقد ان اشادته ستشجع البقية على الترشح فسيحدث خلاف ذلك، فسماحته جعل من مرشحي القبائل بهذا التصريح مضغة سهلة تلوكها ألسن من يبحث عن الذرائع ليكيل لهم التهم، وتسبب في احجام البعض عن خوضها، فما تعيشه القبائل من فجوة تشتد بين ابنائها يفوق الوصف، بلغ حد الانقسام بين الاخوة في البيت الواحد بين مؤيد ومعارض، وكأن الامر لا ينقصه الا ان يأتي سماحته فيرفع بهذا التصريح سقف الخلاف الى اعلى درجاته!
٭٭٭
اتمنى يا سماحة السيد ألا تجعل محبة ابناء القبائل لسمو الامير حفظه الله موضع نقاش، لأنها ليست موطن شك، فسموه في قلوب المؤيد منهم والمعارض، ومصلحة الكويت العليا هي الدافع الحقيقي على تمسك كل طرف برأيه الذي يرى الصواب فيه، لذلك لا يحتاج أي طرف منهم الى توجيه صفعة قوية للطرف الآخر ليثبت الولاء والانتماء، فالمؤيد منهم والمعارض ليس عدوا لوطنه، ولا للديموقراطية، ولا يحتاج ابناء القبائل الى تزكية من احد لاثبات ذلك، فالكويت خالدة في قلوبهم، واميرها محفوظ القدر والهيبة والمكانة، وبيعته لا تزال في الاعناق، لم ولن ينقضها احد منهم، وليسوا بحاجة الى من يذكرهم بها، وانما سأذكرك انت بما كتبته لك في المقال السابق (ان شذ نفر بعدد اصابع اليد الواحدة وتجاسروا بالقول فليتحملوا عاقبة خطيئتهم، ولكن لا تعمم لتأخذ شريحة كبيرة من ابناء الوطن بجريرتهم، ولا تجعل اساءة أولئك سبة على هؤلاء، فأبناء الكويت قاطبة ليسوا اعداء لها ولا للحكم ولا للديموقراطية ولا للدستور، بل شيمتهم الوفاء والحب والولاء).
< نقطة شديدة الوضوح:
ابناء القبائل في وضع لا يحسدون عليه، فوالله الذي لا اله غيره ان ما يمرون به من فرقة واختلاف وتناحر لا يفرح به سوى المبغض الحاقد، واسأل الله عز وجل ان يجمعهم على كلمة سواء، فيها الخير لوطنهم وامتهم.
مفرج البرجس الدوسري
maldosery@alwatan.com.kw
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق