سأشارك.. سأقاطع.. شارك.. قاطع.. حرب تعيشها الكويت قبل ان تعلن الدعوة للانتخابات ويعلن يوم الانتخابات في ديسمير المقبل.. بعد احداث مضطربة شهدتها البلاد في الفترة الماضية لم تترك داخلنا سوى الضيق والقلق على طريقة التعبير عن الرفض او الاعتراض.. التي ادخلت البلاد في اتون من الفوضى.
من اعلن انه سيشارك في الانتخابات مقتنع ان تقليص الصوت الانتخابي من اربعة الى واحد هو حل لمشكلة خلقها النظام الانتخابي القديم في المجتمع الكويتي.. ومن يعترض على الصوت الواحد يرى ان البرلمان هو المكان الذي يجب ان يقر هذا الموضوع.. وهذا بنظر كثير من الخبراء القانونيين غير صحيح.. لان سمو الامير له حق دستوري يخوله استخدام ادواته الدستورية في غياب مجلس الامة.
لا اعرف ماذا سيستفيد مقاطعو الانتخابات المقبلة من مقاطعتهم.. وماذا سيجنون من ذلك.. وهل مقاطعتهم هي التي ستحقق لهم إلغاء الصوت الواحد؟
لو كنت مكانهم لشاركت في الانتخابات لهدف واحد.. هو اسقاط الصوت الواحد… بل لكنت جاهدت لحشد اكبر نسبة مشاركة من اجل حشد اكبر قوة لاسقاط الصوت الواحد في اول جلسة يعقدها البرلمان المقبل.. ومناقشته قبل اي موضوع اخر مهما كانت اهمية واولوية الموضوعات المدرجة للمناقشة في جدول اعمال الجلسات الاولى.
اما ان اقاطع.. فذلك يعني اني سأترك الساحة لنجاح مؤيدي الصوت الواحد.. ومن ثم اما عدم مناقشته في المجلس المقبل، او عند المناقشة يتم التصويت على قبوله.. مما سيقطع الطريق امام المعارضين.. ويؤكد في الوقت نفسه النظام الانتخابي الجديد في المرحلة المقبلة اي بنظام الصوت الواحد.
من المهم ان تراجع القوى التي اعلنت مقاطعتها الانتخابات المقبلة. مواقفها.. وتحاول المفاضلة بين ما ستجنيه من المقاطعة وما ستجنيه من المشاركة… اما موضوع تسجيل المواقف.. فهذا لن يفيد في شيء اذا ما مالت دفة الميزان نحو الخسارة… ولا عيب في ان يصحح المرء مواقفه اذا اعاد حسبته مرة واثنتين وثلاثا.
اعلنوا حملة «سأشارك لأسقط الصوت الواحد»… كما اعلن الآخرون «سأشارك من اجل وطني الكويت».. و«سأشارك في انتخابات 2012».
اذا كان هدف المقاطعين هو الاحتجاج على الصوت الواحد فقط.. اي استخدام الطرق القانونية للعمل على اسقاطه… فالمشاركة هي السبيل لاسقاطه في المجلس المقبل… اما اذا كان الهدف هو الاعتراض فقط لمجرد الاعتراض واثارة البلبلة وتحقيق اجندة اخرى لا علاقة لها بالدوائر والاصوات.. فالسبل كثيرة لذلك.. واولها المقاطعة فقط لا غير.
هنا تتضح النوايا الحسنة والنوايا المبطنة… ولا خوف علينا في الكويت الا من النوايا الخفية التي قد تنطلي على الكثيرين، للأسف.. وتأخذهم وسط العاصفة التي قد لا تحمد عقباها ابدا.. واذا ما أحسنا النوايا وتغاضينا وتنازلنا بعض الشيء.. فقد ننقذ الوطن وننتشله من مستنقع قد نغوص فيه كلنا.. وربنا يحمي هذا البلد.
اقبال الاحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق