من يرفض الفوضى والفتنة ويقاطع محاولات التأزيم ويرفض حضور مسرحيات الصخب السياسي ليس بالضرورة مرتشيا أو باحثا عن «الشرهات» أو أنه يمشي في ركاب المفسدين، فالعديد من المواطنين الصالحين الذين قرروا المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة وأيدوا الإصلاح السياسي المتمثل بمراسيم الضرورة هم من الشرفاء الأحرار الذين أوجع قلوبهم تراجع البلد ويرون في هذا الإصلاح بارقة أمل يمكن أن تنتشل البلاد من تراجعاتها.
غير أن الخطاب الصاخب الطافي على سطح المجتمع خطاب اتهام لا يهدف إلى حوار ناجع، فكل من يؤيد الخطوات المباركة التي قررت البلاد خطوها نحو المستقبل يواجه بالتشكيك والاتهام والازدراء، وكلما حاول المرء ان يشرح الايجابيات المقبلة رد عليه الطرف الآخر بتأكيد انتشار السلبيات الراهنة، وكأن وجود إبليس (الفساد) في هذه الحياة يبرر للقاتل جريمته أو للفوضوي شططه.
من يرغب في مكافحة الفساد فعليه، بداية، أن يكافح الفوضى التي هي فساد أعظم وأشرس وأبشع، مثلما هي نار موقدة تأكل الأخضر واليابس، أما فيما يخص الفساد الأصغر فعلى العقلاء أن يتفقوا على أن أول دروب مكافحته يكون عبر تشريعات حديثة ورقابة صارمة، وذلك درب ينطلق من تحت قبة البرلمان، ولا يعبر الشوارع والطرقات، فقد شبعت الناس من الجعجعات وصارت تفتش عن الطحين.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق