أتمنى شخصياً أن يتمكن مرشحو وناخبو الجهراء من الاتفاق والتنسيق بينهم لكي تعود إلينا كراسي الجهراء في مجلس الأمة. فمنذ إقرار نظام الخمس دوائر والذي عارضته بشدة حينها, وصوت الجهراء غائب وسط تكتلات قبلية وايديولوجية يبدو انها نجحت في الوصول سابقاً لمجلس الأمة بسبب التزام ناخبيها في إنجاح مرشحيهم. فإذا كان الالتزام القبلي او الايديولوجي هو أحد الأسباب التي أفقدتنا كراسي الجهراء, فلماذا لا يتحقق التزام جهراوي في الانتخابات المقبلة من أجل استعادة تلك الكراسي?
على سبيل المثال, أعتقد أنه سيتحقق التزام فعلي لأصوات أبناء الجهراء بكل توجهاتهم الفكرية بسبب إدراك كثير منهم أن الوضع الحالي ربما لا يعجب كثيراً من أبناء هذه المدينة العريقة. فكيف تغيب الجهراء عن الساحة البرلمانية ونحن أبناء الجهراء نملك من الأصوات ما سيمكننا من منافسة كل التكتلات القبلية والايديولوجية والتي يبدو انها حرمت جهرانا الغالية من الكراسي النيابية? وبالطبع نحن لا ننتقص من حق الآخرين في التوافق على مرشحين يمثلونهم ولا نحسدهم كذلك على نجاحهم, فهم ونحن أبناء هذا البلد الطيب. ولكن من المنطق أن تصل الجهراء لمجلس الأمة عن طريق أحد أو بعض أبنائها البررة. ولكن ربما لن يتحقق ذلك ما لم نلتزم نحن أبناء الجهرة في الحفاظ على حقنا التاريخي في التواجد بشكل فعال في مجلس الأمة.
وسواء تحقق الإلتزام الجهراوي المتأمل عبر تنسيق مباشر بين أبناء الجهراء كإختيارهم لأربعة مرشحين أو أكثر أو حتى إذا تم الاتفاق بينهم على مرشح واحد فقط , فليس أمامنا حالياً سوى خيار واحد فقط: الجهراء يجب أن تصل لمجلس الأمة ! فما يجمعنا نحن أبناء الجهراء من ولدنا ونشأنا في هذه القرية الطيبة هو أكثر شمولية وأقوى رسوخاً ما يمكن أن يفرقنا, بل وبسبب إتساع المساحة العمرانية في الجهراء الحبيبة فنحن ننتمي الآن لمدينة عريقة أوصلت في السابق رجالاً جهراويين أفاضل كانت لهم بصمات إيجابية في مجلس الأمة وفي خدمة منطقتهم وأبنائها الكرام. فلعل وعسى أن تتحول شعاراتنا الجهراوية والتي نطلقها بين الحين والآخر حول ضرورة عودة الجهراء لمجلس الأمة إلى ممارسات فعلية وملموسة تبدأ بالاتفاق والتنسيق فيما بيننا نحن الجهراويين وتنتهي بتطبيق فعلي للالتزام الجهراوي التاريخي والذي نتأمل أن يتحقق مرة أخرى في القريب العاجل. فلعل وعسى.
كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق