نعم… عيدنا بنصف ابتسامة، فما زلنا نحاول التعايش مع تداعيات حادثة (كرامة وطن) التي أخرجتنا دون ذرّة من كرامة.
فلا طاعة لولي الأمر ولا احترام لقانون ولا حشيمة لدستور ولا عزة ولا اعتزاز بنظام سياسي يحسدنا الأهل قبل الصحب عليه.
بل قلب قسري للصفحة الناصعة من تاريخ البلاد وإبدالها بكم من الصفحات تحمل لنا القلق والخوف رافعة الاعلام تقول (الغاية تبرر الوسيلة).
لقد شعرنا بأن الأرض قد زلزلت زلزالها وغابت تلك الرؤية العادلة الهانئة وسط كمن من سوء النوايا والشكوك لأن الوضع لم يأت على (الهوى) فكان السباق باتجاه القمة. فحضر شيطان الغضب الدنيوي وتصاعد الدخان لنصل إلى ما وصلنا إليه من تصادم ما بين أبنائنا ورجال الأمن، فكان الطوفان الذي أوشك أن يقذف بنا وبالوطن على الصخر لولا إرادة الخالق جل وعلا.
لا أظن أن بيننا من لم يحزن لتلك الحادثة فكلهم ابناؤنا سواء كانوا من المتجمهرين أو رجال الأمن… حزينة أنا حتى هذه الساعة… وهذه أسبابي!!
أولا: نعت تلك الليلة – جوراً وبهتاناً- بأنها المقدمة للربيع العربي!! مما أجلسني في مقعد المتابع للتعليقات احصي اختلاف وجهات النظر من (ألف) المؤيدين حتى (ياء) المعترضين وما وجدت لا عند هؤلاء ولا أولئك من ذكر بأن الحادثة هي نتاج لخطأ اقترفه الطرفان بالتساوي فالأبناء قد وصل حماسهم حتى قمة التحدي هيأهم للهجوم على السور الأمني واقتلاعه فكان الرد- كما هي الأوامر- للردع بصد الهجوم ونظراً لاختلاف القدرات حدث التصادم وهو أمر متوقع انتظره الطرف الأول بحماس بطولي وأدى تجاهه الطرف الثاني الواجب المفروض عليه… فالعملية بجملتها لا تتعدى خروج طرف من دائرة المسموح إلى الممنوع- بوعي كامل- ثم رد الطرف الثاني عليه بما يجب عليه أن يرد وأيضا بوعي كامل.
ثانيا: نعم هو ذاك النعت الذي تردد على ألسنة مجموعة لا تحتاج لاحترامي ولا تستحقه… فأي رغد وهناء وسعادة وراحة واستقرار وأمن وأمان وطمأنينة حصلت عليها أي من شعوبنا العربية الشقيقة؟
أتراها تونس؟ أم مصر؟ أم اليمن؟ أم ليبيا؟ أم تراها التعاسة التي تنتظر العراق وسورية؟
ثالثا: هذا الترويج المحموم لمقاطعة الانتخابات المقبلة عار عليكم وعلينا جميعا والعار أكبر من العيب فهذه بلادنا أي بيتنا الكبير الذي يحتوينا بالحب والعيش الهني فأقل من القليل مما له من حق علينا أن نفزع له ونختار له الأصلح من بين من يتطوّع لخدمته.
(اللهم اجعلنا من اخر شعوب هذه الأرض يوم نفقد ثقتنا بأنفسنا وبأهلنا وبمجتمعنا، وبالوطن الذي يظللنا برعايته وعنايته لنا من المهد إلى اللحد… لأن في ذلك افلاسا وجحودا بل وإعلانا ظالما بأن (ليس بالإمكان أحسن مما كان).
نعم، بالإمكان أفضل وأفضل وأفضل ممن سبق أن بايعناهم ولم نكسب منهم غير بيعهم لنا في سوق النخاسة.
لنتذكر دوماً أن من خلقهم قد خلق غيرهم ومن أنجبهم ورباهم وعلّمهم قد أنجب وربى وعلم غيرهم الكتاب والحكمة.
كفانا ضربا لرؤوسنا بالحائط… نحتاج اليوم للصحوة والمزيد من الثقة بالقادمين الجدد لمجلسنا المرتقب.
فلنكن لهم سنداً ودليلاً إلى سواء السبيل.
فالكويت تستاهل
فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق