حري بالحكومة بكل مؤسساتها ووزارتها وإداراتها العمل أكثر من قبل على استقطاب شبابنا الوطني بهدف تشجيعهم على التفاعل الايجابي مع مجتمعهم والمساهمة في بنائه. فلا يصح أن نسمح لبعض الديماغوجيين استقطاب الشباب وإستغلال طاقاتهم الجبارة لخدمة أغراض وأجندات خاصة لا علاقة لها ببناء المجتمع وتطوره الحضاري. وتتحمل الحكومة المسؤولية الأكبر في التواصل مع الشباب الكويتي. بل وأن توفر لهم قنوات وآليات ووسائل فاعلة للمساهمة في بناء كويت المستقبل. وستستطيع الحكومة صنع جسور من التواصل البناء مع الشباب الوطني عبر الالتفات لمتطلباتهم وحاجاتهم المعاصرة وأن تزودهم بالتوجيه المنطقي, والارشادات الواضحة حول كيفية قيامهم بدور المواطنة الحقة. فحاضرنا ومستقبلنا الكويتي هو بشكل أو بآخر حاضر شبابنا ومستقبلهم.
على سبيل المثال, يمكن للحكومة تحقيق تواصل بناء مع شبابنا الكويتي عبر مد جسور التعاون معهم عن طريق تلمس حاجاتهم الفعلية ومتطلباتهم الفعلية. وستنجح الحكومة في تشجيع الشباب على المساهمة بشكل بناء في مجتمعهم إذا بدأت تتواصل معهم بشكل غير رسمي Informal. فكيف لشاب مليئ بالآمال والتطلعات الإيجابية ولديه طاقة جبارة للإبداع وللتواصل الفعال مع الآخرين أن ينجح في إيصال حاجاته ومتطلباته لجهاز بيروقراطي فقط. أي لا بد أن يتميز التواصل الفعال بين الحكومة وبين شبابنا بالجانب الانساني والعملي للغاية. وليتذكر البعض أن إستقطاب بعض الديماغوجيين لبعض هؤلاء الشباب إنما حصل بسبب ميل الديماغوجيين إلى تقديم أنفسهم للشباب على أنهم قدوة لهم, وهم ليسوا كذلك. ومن هذا المنطلق, ستستطيع الحكومة وبخاصة وزارات الاعلام و”الشؤون” والتربية إضافة جانب إنساني ثري في تعاملها مع شبابنا الوطني وعن طريق تقديم مفهوم “المواطنة الحقة” كقدوة ناجحة بالنسبة للشباب.
ولنتذكر جميعنا أن أكثر ما يتضايق منه بعض الشباب هو التعامل معهم بطريقة التلقين والأوامر: Patronizing فبالنسبة الى بعض الشباب, محاولة الطرف الآخر (سواء كان الأم أو الأب) تلقينهم وربما تثبيط عزائمهم دون قصد بالنصح المتشدد أو عن طريق التأنيب اللاذع لن تجدي نفعاً. فبسبب مثاليتهم ونبل أخلاقهم وبسبب تطلعاتهم الايجابية يرغب كثير من الشباب في أن يتواصل معهم الطرف الآخر عن طريق إظهاره الاحترام لاستقلاليتهم الفردية. ولذلك, فالتعامل الرسمي للغاية معهم والبيروقراطية المعقدة أحياناً ربما ستصد بعض الشباب وربما ستفقدهم الأمل في أن الطرف الآخر يمكن له أن يتفهم فعلاً كيف يفكرون وماذا يريدون تحقيقه في حاضرهم وفي مستقبلهم. فلعل وعسى.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق