يندفع وليد الطبطبائي الى المجهول بقوة، ويدفع معه من لا يتعقل من نواب الاغلبية، دون ان يفكر في التهدئة او التوقف لحظة لمحاسبة النفس وتحكيم العقل، وليد الطبطبائي ليس لديه حلول وسط ولا مقترحات، ولم يطرح شيئا من ذلك، لانه يريدها معركة مفتوحة، تبدأ من ندوة تليها ندوة ومسيرة تولد مسيرة وتجمع ينبثق عنه تجمع واصطدام تتلوه مواجهات عنيفة، والوقود والذخيرة هم ابناء القبائل، الذين زجوا بهم بعد شحن عنيف، ومن يتابع مقاطع اليوتيوب يجد ان معظم المشاركين في المسيرات والتجمعات شباب من صغار السن لا يعي معظمهم خطورة ما يقوم به، فهل يعي وليد الطبطبائي ذلك؟ ام انه يطبق المثل القائل (جلد ما هو جلدك جره على الشوك)!
٭٭٭
يخشى البعض من نواب الاغلبية عاقبة التمادي في تهييج الشارع وشحن الشباب ويرفضون المضي في طريق لا يعلم نهايته الا الله عز وجل، اما البعض الآخر فيجد المتعة فيما يحدث ويصر على مواصلة الحشد والدعوة الى المسيرات على الرغم من علمه بمنع ورفض السلطات وعزمها على التصدي لها، وهذا الامر يدفعنا الى البحث عن سر سعادة وليد الطبطبائي في كل مسيرة، تلك السعادة التي يشاركه فيها كل من العنجري والمطر والشاهين وآخرين، سعادة من اطمئن الى ان خاصته ومقربيه وناخبيه ليسوا في قلب الحدث، ولا لوم على ابتسامتهم، فمن يواجه رجال الامن في الشارع هم ابناء القبائل، اما البقية فيعدون على الاصابع، لذلك من يحاول ان يكرر على مسامعنا مزاعمه الباطلة بأن المسيرات تجمع (الحضري والبدوي والسني والشيعي) سنصفعه بالحجة بكلمة (تكذب)! فمن يتعرض الى الملاحقة والضرب هم ابناء القبائل بتحريض ممن لا يعنيه امرهم او ما سيحل بهم، على الرغم من علمه بأن الاحداث قد تطورت كثيرا، ولم تعد شأنا كويتيا خاصا بعد ان ايقنت دول الخليج العربية ان اصابع الخارج تستغل سلمية الشباب الكويتي وحسن نواياه لتقوم بتنفيذ مخططها لتجعل من هذا الحراك السلمي في قادم الايام حراكا دمويا لا قدر الله، فإن كان وليد الطبطبائي ومن سار في فلكه من نواب الاغلبية يريد ان يظهر شجاعته ويمارس عنترياته فليبحث له عن مكان آخر غير الكويت، وليستعن بشباب آخرين غير ابناء القبائل!
٭٭٭
كلنا يتذكر احداث ديوان الحربش، وما قام به وليد الطبطبائي من تصرف غير مسؤول حين امر المواطنين بالجلوس على الرغم من علمه بعزم رجال الامن واصرارهم على انهاء الندوة بكل الوسائل، رجال الامن يقولون له لدينا تعليمات صارمة، ووليد يعاند ويكابر بدلا من التعقل فماذا كانت النتائج؟ يا بومساعد دع ابناء القبائل فقد اوردتهم المهالك بثوريتك وتهورك واندفاعك، واجعل حشد المسيرة القادمة من المناطق الداخلية ان استطعت!!
< نقطة شديدة الوضوح:
ندعو الى صوت العقل والحكمة ونبارك جهود من يسعى الى ذلك، دون الالتفات الى المحرضين الذين ليس في جعبتهم سوى الشتائم والطعن والكذب والتشكيك، فمثل هؤلاء لا يلتفت اليهم من يريد الخير لوطنه وأمته.
مفرج البرجس الدوسري
MALDOSERY@ALWATAN.COM.KW
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق