مبارك الهاجري: الحكومة والقوة الناعمة

لا أخفيك عزيزي القارئ، عندما أكتب كلمة حكومة بمفردها، أشعر بـ(المغثة)، و(سدة النفس)، هل عجزت الحكومة أن تسحب البساط من تحت المغرضين والمحرضين على المظاهرات والعصيان بطريقة ناعمة وهادئة؟ فما رآه العبد الفقير في هذه الجموع، هم أكثرية شبابية، مغرر بها من قبل أصحاب الأجندات، وجدوا في الشباب المتحمس ضالتهم، لتحقيق طموحات وأمانٍ قديمة، بالطبع، نحن هنا لا نحجر على آراء الشباب، ولا ندعوهم لتجميد عقولهم، وعدم التفكير، فحرية الرأي والرأي الآخر، مبدأ يجب أن يترسخ في أذهان، ووجدان المرء، المؤمن بالديموقراطية بكامل أركانها، لا أن يكون إيمانا مجتزئا، أو بعين واحدة، إن لم تكن معي فأنت ضدي!
ما أردنا الوصول إليه، أو قوله وبمعنى أدق، أن السياسات الحكومية الخاطئة والعقيمة والمتخبطة أوجدت أرضية خصبة ومهيأة لبعض التيارات ذات الأجندة الخارجية لاحتضان الشباب وتلمس معاناتهم ولو بكلمات حماسية تكون بلسما على قلوبهم، وتوجيههم إلى ما يخدم مصالحها، في الوقت الذي لم يجد هؤلاء المغرر بهم، آذانا حكومية صاغية لأمانيهم ومشاكلهم ومعاناتهم، ومن الطبيعي أن يلجأوا إلى من يمتلك زمام المبادرة، وهذا ما رأيناه من تأييد شبابي مطلق لمطالب هذه التيارات، بالحضور والهتافات، إلى درجة أنها لامست الخطوط الحمراء، وهذا يقودنا إلى سؤال وحيد، أين الحكومة من سياسة الاحتواء أو القوة الناعمة؟ وكلاهما طريقان يؤديان إلى نتيجة إيجابية ومعها تتجنب السلبيات التي شابت الفترة السابقة، بدلا من ترك الساحة لأصحاب الأجندات الخارجية، والذين تتجاوز طموحاتهم سقف الدستور والقانون بكثير!

twitter:@alhajri700

المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.