“قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ” (التوبة 51).
أعتقد أن المواطن الكويتي الحق هو من لا يقلق ولا يجزع مما يحدث في وطنه بعض الأحيان من تحديات وقضايا مختلفة, اذ ان أغلب المجتمعات الانسانية المعاصرة تتعرض لتحديات مختلفة, ولكن تبقى ثقة المواطن الحق في استقرار مجتمعه هي أحد صمامات الأمان في عالم متغير. فربما يفقد الإنسان الثقة في أحد الأشخاص بسبب تصرفاته السلبية تجاهه, ولكن يصعب تصور إمكانية فقد الفرد الثقة في مجتمعه الوطني حتى يبدأ يقلق ويجزع مما يحدث فيه بعض الأحيان. فالإنسان الوطني قولاً وفعلاً هو من يؤمن أن الكويت بألف خير وستستمر بألف خير ما دام ثمة مواطنون صالحون يبذلون جهوداً صادقة في إعلاء شأن وطنهم والحفاظ على ثوابته الوطنية. فالقلق اللا-مستحق والذي يبديه البعض جراء ما حدث اخيراً في ساحتنا المحلية, هو استنتاج لا منطقي ومبالغ فيه للغاية.
وستستمر الكويت بألف خير ما دام هناك أفراد وطنيون يكرسون جهودهم ووقتهم لبناء حاضر ومستقبل بلادهم. أي ان من المفروض أن يستبدل البعض مشاعر القلق المبالغ فيها بإرادة وطنية قوية وعزم منقطع النظير وتصميم أقوى من قبل على المضي في مسيرة الوطن المعطاء الكويت. فرغم بعض المبالغات المفبركة ورغم بعض التشويه المتعمد لوقائعنا المحلية, لا تزال الكويت بألف خير ما دام يوجد فيها مواطنون صالحون لا تعيقهم بعض البهرجات الاعلامية والقيل والقال والجدل العقيم عن القيام بدورهم التاريخي تجاه وطنهم:
الكويت تنتظر الآن من أبنائها وبناتها المخلصين تكريس تفاؤل إيجابي بأننا نحن الكويتيين من نصنع حاضرنا ومستقبلنا. وبالنسبة لي شخصياً لم تزدني الأحداث الأخيرة إلا تصميماً أكثر من قبل على بذل مزيد من الجهود لإعلاء شأن مجتمعي الوطني في ذهني وفي أذهان الناس الآخرين, بل وسأكرس مزيداً من وقتي الثمين في ممارسة مواطنة حقة ومنظمة وملتزمة يستحقها وطن لم يبخل علي بشيء. فالمواطن الحق هو من يتحين الفرص لرد الجميل لوطنه ولمجتمعه الذي ينتمي إليه. فإذا راجت خطابات التحريض والتشكيك في مقدرات الوطن, برز المواطن الكويتي الحق ليحيل اليأس المصطنع والمفبرك إلى طاقة إبداعية يجيرها لخدمة وطنه الكويت. فلعل وعسى.
حكمة: “لو جريت جري الوحوش غير رزقك ما تحوش”.
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق