في البداية يجب أنّ نؤكِّد احترامنا وتقديرنا لجميع أفرع قواتنا المسلحة من جيش وحرس وطني وشرطة، ولكن يبقى أن نؤكِّد أيضاً أن ما تحمّلته القوات الخاصة حتى الأشهر القليلة الماضية لا يطاق، فلها التحية والإجلال والإكبار.
تحمّلوا القضايا التي ترفع عليهم، وتحمّلوا الشكاوى التي تقدم إلى بعض المنظمات الدولية بحقهم، وتحمّلوا الإشاعات والقيل والقال، فهذا يتعدى عليهم بالضرب بزجاجات الماء الفارغة، وذاك يصفهم بالقوات الفاشلة، وهم في طريق حفظ الأمن والمحافظة على النظام العام سائرون بكل ثقة واقتدار، فلهم جزيل الشكر. وأتمنى من معالي النائب الأول أن يقوم بزيارة سريعة إلى معسكر القوات الخاصة، خصوصاً بعد أن تعرض بعضهم للدهس، على أيدي بعض المتظاهرين.
يجب أن نؤكد أيضاً أن من يراهن على أن المجتمع الكويتي لن يلاحظ هذا الجهد مخطئ حتى الثمالة، فأهل الكويت جميعاً يشيدون بدور القوات الخاصة، وإذا كانت قلة قليلة معزولة ترى غير ذلك، فالأمر ليس جللاً، ويكفي هذه القوات حجم المحبة التي أبداها الشعب بكل فئاته لهم.
مجلس الوزراء بدوره مطالب أيضاً بالتعبير عن الامتنان إلى هذه القوات من خلال توفير الجو الملائم لها بالعمل في جميع الميادين، وإن تطلب ذلك ميزانية إضافية إلى القوات الخاصة.
نشكر العميد علي ماضي، والعقيد شكري النجار، والعقيد عبد الله سفاح، والعقيد الركن حمد المضحي، وكل ضابط وفرد في هذه القوات، ونقول لهم: «بيض الله وجوهكم»، وجعله الله في ميزان حسناتكم، فأهل الكويت غير غافلين عن الدور الذي تلعبونه مع إخوانكم في الشرطة والحرس، في حفظ الأمن شاء من شاء، وأبى من أبى.
***
• آخر العمود:
في أيام كالتي تمر يجب أن يحدد الإنسان موقفه، لأن اللون الرمادي سيئ جداً، فإما أبيض وإما أسود، إما هيبة الدولة وفرض القانون، وإما شريعة الغاب وأخذ الحقوق باليد، وأي محاولة لتبرير العنف أو أخذ الحق باليد مرفوضة، مرفوضة مرفوضة.
فهل وصلت الرسالة.. آمل ذلك.
قيس الأسطى
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق