كلما وصفت تقليص الأصوات بأنه فرصة لانتشال الكويت من كبوتها ودعوت الآخرين للمشاركة في الانتخابات المقبلة تحجج البعض متهكما على أسماء ونوعية المرشحين، وتلك حجة تخرج صاحبها من قائمة المؤمنين بالدستور الذي يكفل الحقوق للجميع دون تفرقة، كما تخرجه من دائرة التسامح وتدخله في دائرة التعصب والإقصاء وعدم قبول الآخر.
إنها حجة عجول تنطوي على استخفاف بالآخرين وقد كان ينبغي على أصحابها التريث بانتظار اغلاق باب الترشيح واكتمال أعداد المرشحين ومن ثم الاستماع لبرامجهم الانتخابية ورصد سيرتهم الذاتية والتصويت للمرشح المناسب في حال توافره، أما في حال عدم التوافر فيمكن للناخب الامتناع عن التوجه إلى صندوق الاقتراع دون الحاجة إلى ازدراء الآخرين بما يتنافى وأبسط مبادئ الإنسانية والديموقراطية.
المواطن الصالح الذي يقاطع الانتخابات لا يحق له الإشارة بسوء إلى من شارك فيها وقام بواجبه الوطني ومارس حقه بالترشح. كما ليس من المعقول الحكم على الآخرين بهذه الخفة والاستعجال دون منحهم الفرصة فربما يكون من بينهم من يملك القدرة على العطاء الرشيد والفاعل والايجابي، ولعل الانتخابات المقبلة تكون فرصة لتجديد الدماء في شرايين السلطة التشريعية.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق