سامي النصف: القيادة الجديدة للكويت الجديدة

من يلتقي صاحب السمو الأمير هذه الأيام يشعر بأنه أمام قيادة حازمة جديدة واثقة مما تفعل، متفائلة بما هو قادم، قيادة لم تعد عينها مركزة على مجاميع سياسية معينة، بل أصبح مجال الرؤية متسعا ليشمل الكويتيين كافة والأغلبية الصامتة خاصة، فلم يعد الرهان قائماً على إرضاء أغلبية برلمانية محددة، بل على إرضاء أكثرية الشعب الكويتي قاطبة.
***

بعد انهيار سد الخوف والتخوين.. انهمرت سيول الترشيح وفاق عدد المرشحين أعداد من ترشحوا في كثير من الانتخابات السابقة رغم زيادة الرسوم غير القابلة للرد بمقدار 10 أضعاف حتى قاربت 2000 دولار، ونظرة فاحصة متعمقة لأسماء المرشحين وصلاتهم الشخصية وخلفياتهم العملية تظهر بوضوح شديد ان جميع التيارات السياسية والاجتماعية المقاطعة وغير المقاطعة ممثلة في الانتخابات المقبلة رغم كل ما يقال، وتعطي دلالة على الإقبال الكبير الذي سنراه يوم الانتخابات، فلا يمكن تصور إنزال مرشحين ثم الإحجام عن انتخابهم.

***

الادعاء بأن زيادة أعداد من لا يصوتون على من يصوت تعني سقوط شرعية العملية الانتخابية، هو قول هزلي لا يمكن أن يصدقه حتى من قاله، فأغلب ديموقراطيات الدول المتقدمة يزيد فيها عدد من لا يصوتون على عدد المصوتين الذين لا يزيدون في المعدل على 30-40% ممن يحق لهم التصويت، فهل شكك أحد في شرعية انتخاباتهم؟!

***

لا يجوز عقلا ومنطقا اعتبار كل من لا يصوت في الانتخابات المقبلة معارضا ومنحازا لصف المعارضة ومؤمنا بمبدأ المقاطعة السياسية، ففي الكثير من الانتخابات الكويتية السابقة وصل عدد المقاطعين أو العازفين عن التصويت الى 40% بسبب السفر أو المرض أو العمل أو الدراسة بالخارج، أو حتى الكسل وعدم الرغبة في المزاحمة والوقوف بالطوابير.. الخ، مرة اخرى نذكر لو ان عدد المصوتين هو من يعطي الشرعية لوجب إعطاء المجلس الوطني الشرعية كون عدد المصوتين في انتخاباته جاوز 63% وان تسحب الشرعية من كثير من مجالس الأمة التي لم تزد نسبة المصوتين فيها على 50%.

***

آخر محطة: الادعاء بأن أسماء بعض المرشحين غير معروفة دعوى طبيعية، كون كثير منهم ليسوا شخصيات سياسية وإعلامية معروفة وهو أمر لا ينتقص من كفاءاتهم وقدراتهم وسيصبحون معروفين كما حدث مع من أتوا قبلهم فور دخولهم المجلس وتسليط الوهج الإعلامي عليهم.

samialnesf1@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.