الغالبية البرلمانية صاحبة الكلمة العليا، صاحبة الصوت الاول في المجلس اليوم. فهي من اسقطت الحكومة والمجلس واستحوذت على غالبية المقاعد وحصل لها ما ارادت، فصار كل شيء في جيب رئيس المجلس ونائبه واللجان. بعد كل هذا ما الذي يحول بينها وبين تنفيذ اجندتها الاصلاحية؟
الآن كل شيء بيدهم، لماذا لا يبادر الاخوة بالاصلاح؟ نعم الاصلاح الذي هم طالبوا به. اذكر انهم قبل اشهر فقط تقدموا باستجواب لرئيس الوزراء، طالبوه حينها بمرافعة علنية دفاعاً عن أهالي أم الهيمان! أين أم الهيمان؟ أين الاهالي الذين اجريتم لاجلهم بدل الدموع دماً؟ أين النخوة والفزعة القبلية التي جعلتكم تنسحبون من الجلسة حينما وافق المجلس على تحويلها سرية؟ كيف ضربتم بمصيرهم اليوم بعرض الجدار؟
أين غازات النفط السامة التي ملأت سماء الاحمدي؟ أين الأهالي الذين تسمموا فصاروا يسكنون المستشفيات بحسب زعمكم اكثر من اقامتهم في غرف نومهم؟ أين الحرارة والحرقة على أهالي المنطقة العاشرة الذين تحول مصيرهم بسبب صراخكم وتهويلكم الى كائنات فضائية لا يمشون الا وسلندرات الاوكسجين خلف ظهورهم خوفا من التسمم؟ أين البيوت البديلة التي وعدتم بها الناس؟
أين خمسة ملايين الاعلانات؟ هل ما زالت الملايين ضمن اجندتكم، ام انها مرحلة وانقضت؟
أين البكاء والدموع التي صببتمونها على الميموني؟ أين دموع البراك؟ هل ما زلتم تذكرون الميموني ام انه كغيره من دورات كوت بوستة في لعبكم مع الشعب الكويتي!
أين ملفات الفساد في وزارة الداخلية والضباط الذين هددتم بفتحها؟ أين اليوكن الاسود؟ ما اسماء العسكر الذين جردتموهم من رتبهم العالية وزججتم بهم الى السجن؟ أين الملفات التي بحوزتكم عن تلفيق اولئك الضباط ورمي التهم غدراً بالمظلومين؟
أتذكر جيدا حماسة الانتهازيين الشديدة في التصدي لجريمة التعدي على المال العام كصفقة لشراء طائرات الشحن العسكرية؟ خير انشاء الله، عسى المانع خير!
أين حرقة نواب «الا السعدون» على الدستور وكرامات الناس وعدم كشف وافصاح مداولات لجان التحقيق! هل مازلتم تذكرون الهجمة على سعدون العتيبي حينما كان يتحدث للاعلام؟ هل من فرق بينه وبين تصريحات اللجان اليوم؟
أين حرصكم الشديد على صحة اهل الكويت حتى ظن الناس بملاحقتكم للاغذية الفاسدة انكم موظفون في الصحة او البلدية لا نواب في البرلمان؟ هل انتهت الاغذية وخياس مشرف مع انتقال فاضل صفر، فهل صرنا لا نشم روائح واصبح اكلنا خاليا من الفساد؟
يا اهل الكويت تذكروا الدعاء على الكذاب والمنافق في صلواتكم.
hasabba@gmail.com
الصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق