قد نتفهم – بالكشف عن النوايا – تشدد الاسلاميين وغلوهم في تسويق ثقافة مبرر العنف في المسيرات وخصوصا بعد ان أكدوا بأن حادث دهس رجال الامن عند السجن المركزي ما هو الا حدث «ردة فعل تلقائية نتيجة الغضب ضد التعدي على الدستور، كما قال الطبطبائي أو السيد الدمخي وهو يقول بأنه خروج عفوي ضد احتجاز البراك ولابد من محاسبة الفعل وليس رد الفعل»!! وقد نتفهم رد فعل جيفارا الكويت وهو يتمترس خلف عصبية قبلية ويتشدق بالدفاع عن الدستور ولكنه يقول لوزارة الخارجية الكويتية انها تهددني بالحبس بعدما تطاول على ملك الاردن بتصريحاته اللا مسؤولة «معصي على شواربكم» لا خوش دفاع عن دولة المؤسسات الدستورية ودستور عبدالله السالم؟! واذا كانت وزارة الداخلية تعلن في بياناتها حول الحراك الشعبي في الشارع السياسي بعد مرسوم الضرورة لصوت واحد بأنها «لم تضع قيودا على حق التظاهر السلمي لكنها تناشد المتظاهرين بعدم مخالفة القانون». واذا كُنت في السابق متعاطفاً مع الحركة الدستورية بعد التحرير بسبب دورهم الوطني في لجان التكافل الاجتماعي أثناء الغزو، وهم الاخوان المسلمين قبل الغزو العراقي الا انه ومع الاسف الشديد ممارساتهم في مجلس 2012 ومباركتهم وفرحتهم المزركشة لاخوان مصر في «انقلابهم» على السلطة وطرد حركات الشباب 6 ابريل ثم احتكارهم لرئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان جعلهم في قالب «ديكتاتورية مبطنة»! ولكن ما لا افهمه هو اعلانهم بأن أي عضو في حركة اخوان الكويت سوف يشارك في الانتخابات بعد مرسوم الصوت الواحد بالترشيح أو التصويت سوف يعاقب بالفصل فورا وطبق هذا على المرشح «خضير العنزي» وهي عصا لمن شق عصا الطاعة عند المكتب السياسي لمجرد انه مارس حقه الدستوري في الترشيح متناسية تاريخه وعطاءه في حقل الاخوان فضلا عن ان المرشحين خضير ودعيج الشمري كانا ممن منعوا من انتخابات مجلس 2012 لغاية اخونجية لا وطنية! نعم كنا نتمنى من «عصا الاخوان» هذه ومصداقيتها ان تشطب أو تفصل فورا من رموزها ممن تمردغ في عسل كرسي الوزارة ومنحلة السلطة وباع ضميره وشعبويته أو تشطب وتفصل فورا بعض رموزها الذين تلوثوا بالمال العام أو تجارة الاقامات اما دلع الدفاع عن الدستور بسبب مرسوم الضرورة ثم الفصل فورا لاعضائها بسبب حق الترشيح الدستوري فهي «نكتة سمجة» في زمن الضحك على الذقون!
اما موقف المنبر الديموقراطي لا عفوا «الديكتاتوري» فحدث عنه ولا حرج «فهو سمك لبن تمر هندي»، أولا: كنا نتمنى منهم المشاركة من اجل اسقاط مرسوم الصوت الواحد او المساهمة في اصلاح البلد أو مباركة المشروعية القانونية للمعارضة في طعنها بـ«الصوت الواحد» امام القضاء! ولكن ان يعلن رموز المنبر مثل الديين «نحن في معركة ندرك تماما انها طويلة وتتطلب التضحيات»، ثم لا نجده في المظاهرات الاخيرة الا وهو في قرطبة يحول المسيرة من الابراج الى ساحات مشرف لا خوش تضحيات؟! اما الرمز الآخر فهو لا يعرف من وراء هذه المسيرات وباسم من تدار؟!! ثم يخرج تابعا لها فهذه مصيبة والمتحدث رمز سياسي!! بالمقابل النيباري يرفض «الانفراد» بالتشريع بالمرسوم للصوت الواحد وهو كالنعامة السياسية بخصوص المساس بالذات الاميرية والتطاول على مسند الامارة أو مخالفات القانون في المسيرات بدون ترخيص او صمته امام حادث الدهس، اسف الظاهر النيباري تخصص بالدفاع عن الدستور وضد ترشيح د.محمد عبدالجادر! اما اعلان المنبر عن فصل كل من يصوت للانتخابات فهي ام الديكتاتوريات وضد دستور عبدالله السالم لا انا اقترح بان يوضع لاصق على فم كل اعضاء المنبر حتى الانتهاء من المجلس الجديد بسبب الحكم الفردي والشللية في القيادة والا كيف تشاركون في مجلس 81 وما بعده؟!. يبقى ان نقول بان المقاطعة عاطفية لا عقلية والخلاف خلاف سياسي لا دستوري والمعارضة الثقيلة مثل الحربش والمسلم والبراك والسعدون والمكتسبين عضويتهم من المجالس البرلمانية بعد التحرير لاهين على كرسي العضوية الا ان المشكلة في «المقلوصين» معاهم ومجاملتهم سياسياً هم الذين طبعوهم.
وليد بوربّاع
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق