لنجد بعض العذر لمن تسيطر عليهم نظرتهم السوداوية حيال ما يجري في الكويت، وأقصد بعض الشبان الذين ما إن تحدثهم عن وجوب التفاؤل بالمستقبل وعدم تضييع فرصة الاستنهاض المتاحة اليوم والمرصودة في الخطاب الأميري، حتى يردوا عليك بالشكوى المريرة ويسهبوا في ضرب الأمثلة عن الفساد والتخبط الإداري مبررين تشاؤمهم وسخطهم بعشرات التبريرات الحقيقية أو الزائفة.
أقول لنمنح هؤلاء الشبان العذر، فهم أبناؤنا الذين عاشوا زمنا بين المطرقة والسندان، بين «مطرقة» العثرات الحكومية وانتشار الفساد وغياب القرار و«سندان» السياسيين الزاعقين في كل محفل من الذين يبالغون في تضخيم الأخطاء ويبرعون في ترويج التشاؤم، الأمر الذي أوقع هؤلاء الشبان ضحايا في مصيدة القنوط والسخط وسط أجواء قاتمة من التخبطات والأكاذيب والعنتريات والمظلوميات المتوهمة.
تبقى الدولة مسؤولة عن هؤلاء الشبان (فلذات كبدها) ويقع على كاهلها السعي اليهم بالمعرفة والحوار والوضوح والتحنان والرفق والاحتضان وبالعمل الجاد على تحديث مفهوم المواطنة لدى عموم أفراد المجتمع، وتعزيز المشاعر الإيجابية على المشاعر السلبية في النفوس ومساعدة الناس على التطهر من أوهام المظلومية، وخلق مضامير مبتكرة وعصرية تستوعب الطاقات الشابة وأفكارها.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق