لست أرى في مقاطعة المقاطعين للانتخابات البرلمانية التي ستجري يوم السبت 1 ديسمبر ما يكدر الصفو ولا ما يؤثر على الحياة السياسية، بل اني لأرى العكس من ذلك تماما.
أرى في مقاطعة المقاطعين ترشيحا وتصويتا فرصة ذهبية تاريخية لم نكن لنحلم بها فقدمها لنا سمو الأمير على طبق من ذهب، معها سنرى الكويت غير الكويت وسنرى الحياة السياسية فيها تقدم دروسا حضارية في العمل السياسي، وسنرى برلمانيين أصوليين من حيث فهمهم لأصول العمل البرلماني وحضاريين في تناول أسس العمل البرلماني الذي شط به البعض عن مساره الصحيح وألقوه ونحن معه في مهاوي الردى والرداءة.
ولست أقول ما أقول أو أكتب ما أكتب تجنيا على أحد ولا لرفعة شأن أحد، بل لأن للصوت الواحد للناخب ميزات عدة أهمها أنه سيؤدي الى تهذيب العمل البرلماني وترشيده ويجعله في مساره الصحيح، لأن النائب الذي سوف يفوز بناء على الصوت الواحد سيعرف أن لا شفيع له ولا مزكٍ إلا أداؤه البرلماني، ولن تنفعه قبيلة ولا طائفة ولا مجموعة ولا عائلة ولا حزب متدثر، وسيكون بمواجهة الناخبين مباشرة فإن أحسن صنعا برلمانيا أضحى كالبيرق خفاقا أو كالشهاب لامعا في سماء دائرته، وإن أساء صار مقصيا منبوذا.
ومن ميزة انتخاباتنا المقبلة أن الذين سيشاركون فيها ترشيحا وانتخابا سيكونون من المؤمنين الحقيقيين بالديموقراطية وبالعمل البرلماني وبالدستور، وهذا ما يؤدي بالنتيجة إلى إفراز برلماني حقيقي ومكتمل العدة وبعيد عن الإسفاف والمزايدات والخوض في حقول ليست من اختصاص أهل البرلمان ولا من ضمن أسس العمل البرلماني.
كما أنها ستقضي على تداخل العمل بين السلطات الثلاث، فلن نرى نائبا قاضيا يصدر أحكامه في قضايا أو على أفراد، ولن نرى نائبا يعين وكيل وزارة أو يقصي آخر، ولن نرى نائبا يحدد المسار الاقتصادي والسياسي للدولة كما كان يحدث في زمن النائب «العتريس» أو «أبو العريف» الذي يفهم في كل الأمور ويفتي فيها ويجبر البلاد وأهلها على السير وراءه، ولن نرى النائب الحسود ولا الحقود.
إننا على موعد يوم السبت لكتابة شهادة ميلاد الكويت الجديدة.
katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق