ابدى المهندس عادل الخرافي مرشح الدائرة الثانية في انتخابات امة 2012 تفاؤله بالمرحلة المقبلة، متوقعا ان تنقشع الغمة، ويزول التأزيم وتعود الكويت لرونقها، وزهوتها، وكدرة للخليج من جديد، لكنه ربط شعوره هذا بضرورة المشاركة في الانتخابات، ورد نزعات العزوف في انفسنا، موجها نصيحته للمعارضين:
«الورقة البيضاء افضل من المقاطعة وابتعادكم من الساحة سيضعفكم فكريا وحركيا، فالاختلاف في وجهات النظر برقي وتحضر يحفز العقل على الابداع»، مؤكدا في الوقت نفسه ان الآلية الجديدة بالصوت الواحد اعادت للمواطن البسيط قيمته في وطنه، وخففت كثيرا من شراء الاصوات بالمال السياسي.
وكشف الخرافي – في حواره ببرنامج «الطريق الى المجلس» – عدم اقتناعه بالحراك الحالي وان كان في جزء منه حق لأصحابه لانه يرى ان الطرق الشرعية افضل وتغيير آلية الانتخاب، او الاصلاح الحقيقية برمته لابد ان يتم تحت قبة البرلمان، في اطار الاسس الدستورية وسيادة القانون متعجبا من السياسة التي طفحت على كل الانشطة، حتى صارت طريقا سهلا من الشخص البسيط الى مشرع في البرلمان.
وطالب الخرافي – في الحوار – بالابتعاد عن حملات تشويه المجلس الوليد، قبل بزوغه داعيا الجميع الى التكاتف والتوحد وتحمل المآسي والمتاعب في سبيل البلاد، طالما نعتقد اننا نشير في طريقنا الصحيح، اسفا على استمرار الصراع حتى الآن بين السلطتين الذي اقصى المتخصصين عن خوض التجربة البرلمانية، قائلا: «آخر 20 عاما دخل البرلمان 5 مهندسين بسبب شدة الصراع السياسي».
واستغرب الخرافي تشبيه الكويت بدول الربيع العربي في الوضع والحراك، مشددا على اننا مختلفون قلبا وقالبا في احترام القانون والدستور والعادات والتقاليد لافتا الى ان المواطن الكويتي كما هو لم يتغير منذ الغزو يرفض الغلو في الطرح ويميل لمنطقية العرض، مشيرا في الوقت نفسه الى ان نجاح «الاخوان» في المنطقة يرجع لانهم منظمون، ولكن علينا ان نثق بأنفسنا والابتعاد عن نظرية المؤامرة والانقلاب التي عشنا فيها طويلا، ومع تفاصيل اخرى في السطور التالية..
تحدث الخرافي في البداية عن اسباب خوضه الانتخابات قائلا: «انا نقابي وكنت عضو هيئة ادارية في الاتحاد الوطني لطلبة الكويت في العام 82 بأمريكا وكنت عضو في اتحاد الطلبة العرب، والعديد من الاتحادات الطلابية والنقابات وعلى مستوى الجمعيات التعاونية، والمجلس البلدي، وكأن الحراك الشبابي جانبا خارج الاضواء من حياتي، والعمل المهني هو الذي في الاضواء، ولكن وجدت ان الطفح السياسي غطى على جميع الانشطة في البلد، وهي طريق سهل للجميع من شخص بسيط الى مُشرّع في البرلمان، وبالتالي اعتقد انه من الضرورة ان تخرج فئة تمثل الصراع السياسي تجذبه الى العمل المهني ولكن ليس عندي قناعة في الحراك السياسي الحالي، وان كان في جزء منه حق، وكنت اتمنى الرجوع الى مجلس الامة في تغيير قانون الانتخاب، الا اذا استخدم سمو الامير حقه في اصدار مراسيم الضرورة، وفقا للمادة 71 من الدستور وارى المحكمة الدستورية هي الملاذ الاخير للفصل في هذه القضية».
«الخمس» أخطر
واضاف: «ولقد كنت من ضمن الذين شاركوا في «نبيها خمس» تجمع القوى السياسية والمطالبة بالدوائر الخمس وذلك لمحاربة المال السياسي، ولكن الخمس اخطر من الخمس وعشرين وسيطرة الاغنياء على الساحة اما آلية الصوت الواحد فستخفف المال السياسي الموجود نوع من المسؤولية في هذه الآلية، من دون مجاملات حتى ان كل كويتي بدأ يشعر بأهمية الصوت الواحد وقيمته».
«البيضاء» أفضل
ورأى الخرافي ان المقاطعين لا يريدون خوض الانتخابات بسبب تقليص عدد الاصوات الذي يرونه ليس في صالحهم وصراع السلطتين التشريعية والتنفيذية قديم لذا فان ما يحدث طبيعي ولكنه غير مقبول والورقة البيضاء افضل من المقاطعة مشيرا الى ان غياب التيارات عن الساحة السياسية يؤثر بالسلب، فالاختلاف في وجهات النظر الفكرية والسياسية، تثيرها نشاطا وتجعل العقل يبدع اكثر، ولكن ابتعاد هذه التيارات يضعفها فكريا وحركيا.
إصلاح مشروع
وحول مشروع المعارضة في الاصلاح السياسي من حكومة منتخبة ورئيس وزراء شعبي، قال: «أؤيد الاصلاح والتطوير من خلال الاطر الدستورية، واذا كان تحت قبة البرلمان، ويتفق عليه الثلثان كمشروع متكامل واتمنى ان يطبق هذا النموذج في الكويت اذا اعطانا مزيدا من الحريات والديموقراطية».
وعن رأيه في تشويه البرلمان المقبل قال: «يجب ان نتحمل المآسي طالما كان الطريق صحيحا، فالذي يحب الكويت يجب ان يخرجها من هذا المأزق واتمنى ان نذهب الى اللجنة التشريعية وندعو المختصين لتحديد النظام الانتخابي الامثل».
إدارة سليمة
واعتبر الخرافي أن المواطن الكويتي يعيش في رخاء نسبي لأنه يعاني بعض المشاكل التي لا يرغب فيها لافتا الى ان مشكلة المرور سهل حلها فنيا، وقال: «لقد وضعنا في جمعية المهندسين تصورا كاملا لحل مشكلة المرور، فالحلول موجودة بأيادٍ كويتية، وعلى سبيل المثال كانت توجد في اليونان ازمة مرور، فأنشأوا مترو الانفاق، ونحن الى اليوم نفكر في مشروع المترو، على الرغم من اننا بدأنا قبلهم، فحل مشكلة المرور يحتاج الى قرار، وادارة سليمة، وافكار واعية واعتقد اننا نحتاج الى الجدية في العمل، فهناك شق قانوني يتعلق بالاجازات وشق فني يتمثل في الشوارع والطرق وقدراتها وطاقتها وشق نفسي في طريقة التعامل، فيجب ان تجتمع كل هذه العناصر وتتكاتف لحل مشكلة المرور فالبنية التحتية موجودة ونقدر نسوي مشروع المترو الذي اعتبره ليس مستحيل التنفيذ، خاصة في الوضع الحالي بالقدرة المالية».
ونوه الخرافي بانه يحمل في جعبته العديد من الاولويات التي تهم المواطنين، وفي بدايتها تخفيف الاحتقان السياسي قائلا: سأسعى الى دخول لجنة الخدمات لانني فني، وقضية الاسكان جزء من حلها لوائح الفساد والبنية التحتية».
ولفت الخرافي الى ان البرلمانات السابقة غاب عنها الفنيون مستشهدا بان آخر عشرين عاما، دخل البرلمان 5 مهندسين فقط مرجعا ابتعاد الفنيين عن المشهد السياسي الى الصراع السياسي الذي اقصى العديد من فئات المجتمع.
نظرية المؤامرة
وشدد الخرافي على ضرورة خروج المظاهرات في نطاق القانون لحماية الطرفين، وقال: «الاخوان المسلمون يهاجمون لانهم الاكثر تنظيما وبالنسبة للدول المجاورة فطول عمرنا نعيش في نظرية المؤامرة، وقضية الانقلاب، وعندي قناعة كبيرة بان المواطن الكويتي الذي طلب منه ايام الغزو عمل حكومة انقلاب، ولم يخرج وقتها هو نفسه المواطن الكويتي الحالي الذي لا يقبل هذا الفكر، واعتقد ان هذا غلو في الطرح ولكنه منطقي في العرض».
واضاف: «ومن يشبه الكويت بدول الربيع العربي هو تشيبه ليس في محله لاننا نختلف في التربية والعادات والتقاليد واحترامنا للدستور والقانون».
واخيرا وجه الخرافي رسالة الى الناخبين بالتحلي بالتفاؤل لأن الازمة ستحل، متمنيا ان تعود الكويت الى رونقها بعيدا عن المشاكل والخلافات والصراعات السياسية.
قم بكتابة اول تعليق