أطلق المرشح عن الدائرة الخامسة في انتخابات أمة 2012 مشعل الشطي نداء إلى كتلة الأغلبية، وجموع المعارضين من التيارات والكتل السياسية، دعاهم فيه إلى إعادة الأمر في المقاطعة الانتخابية، رغم اعترافه لهم بأنها حق ديموقراطي، لكنه عبر عن خوفه من أن هذا الأسلوب سيرتد بالبلد عقوداً وأزمنة طويلة إلى الوراء، قائلاً لهم: «لا تتركوها تضيع.. لأن المقاطعة ليست هي الحل، ولو كنا تخلفنا 20 سنة، فالمقاطعة هتخلينا نتخلف 40 سنة».
ورفض مشعل- في حواره ببرنامج «سيرة مرشح»- أن نختزل ممارساتنا السياسية في الصراع على آلية انتخابية، وأيهما أصلح، الصوت أم الأربعة، الدائرة أم الخمس، مطالباً بالتشاور في هذا الأمر بشكل حضاري، من دون صراع وردود أفعال عنيفة، وليكن المكان الأمثل للحوار تحت قبة البرلمان في إطار من الشرع وسيادة القانون، حتى يسود على الجميع، مؤيدين، ومعارضين، مؤكداً أنه رغم أن الصوت الواحد في مصلحته الشخصية خلال الانتخابات، فإن العملية لا تحتمل كل هذه الانقسامات والصراعات التي لا يتحملها مجتمعنا، وأيا كانت الآلية فالبلاد ولاّدة للكفاءات ولن تنضب.
وأكد مشعل- في حواره- أنه التزم بخوض المعترك الانتخابي كأي مواطن كويتي شريف يغار على بلده من الركود والجمود والضارب في أطناب البلاد، نافيا أن يكون طرحه قبلياً، أو طائفيا، أو فئوياً، وقال: «المهم أن نصحح أخطاءنا وندفع المسيرة».
ورأى مشعل أن مشكلتنا ليست في حكومة «تكنوقراط»، أو رئيس الوزراء، أو الوزراء الشعبيين، لأن السوابق في الأزمان السالفة أثبتت أن ليس كل مهندس، أو طبيب ينجح في وزارته، أو عمله، يصلح لأن يكون وزيراً، الذي أصبح منصبه الآن مجرد مجاملات تاركاً التطبيق الفعلي لوكلائه، ومع مزيد من التفاصيل في السطور التالية..
< لماذا أخذت بشعار «لن نتركها» لحملتك الانتخابية؟
– البلد في الاونة الأخيرة في حالة جمود وركود تام، ودخلنا في مشاحنات، وصراعات سياسية، فلن نتركها تضيع بالمشاحنات، والصراعات، ولن نتركها تضيع بسبب من يحاول بث روح الفرقة في المجتمع، ويقسمه إلى قبائل وطوائف مختلفة، ولن نتركها لمن يحاول أن يعبث بمقدراتنا، وأموالنا، وحقوقنا، وأعتقد أن مرسوم الصوت الواحد سيحقق العدالة والمساواة، فمن الواجب علينا أن نشارك، ونسهم في دفع المسيرة، وتصحيح بعض الأمور، والأخطاء التي قد تكون شابت العملية في السابق.
طرحي وطني
< كيف ترى فرص نجاحك في الانتخابات؟
– طرحي ليس طائفياً ولا قبلياً ولا عائلياً فلم أرتكز على قبيلة، أو طائفة، أو حزب، إنما ترشحت كمواطن كويتي، فالمجتع لا يحتمل التفرقة، والتقسيمات التي نعيشها حالياً، لأننا شعب متلاحم، وفي مركب واحد هو الكويت، تربطنا العلاقات الاجتماعية، والأسرية، ولكننا في وضع إقليمي لا نحسد عليه، فإذا نحن في الداخل بهذا التفكك والصراع بين أبناء الشعب الواحد، فما بالك بالخارج؟!!
الإصلاح الإداري
< ما أولوياتك للمرحلة المقبلة؟
– أعتقد أنه إذا تم إصلاح الجهاز الإداري في الدولة، فستصلح جميع الدوائر، وسنرى نتائج حقيقية للإصلاح، خاصة أننا نعيش في مشاكل كثيرة، وحالة جمود منها صحية، وإسكانية، وتعليمية، وبالتالي علينا أن نضع رؤية واضحة، وهدفاً محدداً، يفرزان حلولاً نسير عليها، وفق إرادة قوية يتوافر فيها مبدأ الكفاءة والابتعاد عن المحاصصة.
الخلل الحقيقي
< هل تؤيد حكومة تكنوقراط؟
– أعتقد أن الشهادة ليست مقياساً، فليس شرطاً أن طبيباً أن ينجح في الصحة، أو مهندس بترول ينجح في النفط أن يصبح وزيراً، فالموضوع أكبر من هذه النظرية، فالوزير له دور شكلي ينحصر في المجاملات فقط، إنما التطبيق الفعلي يبدأ من الوكلاء، وهنا مكامن ومفاصل الخلل الحقيقية، وأريد أن أوضح أن الجهة الشمالية مكشوفة، ولا يوجد بها نباتات ولا أشجار، ومشكلتنا في الغبار الذي ينتقل من الشمال إلى الجنوب، فإذا وضعنا ميزانية حقيقية لتشجير هذه المنطقة، وأصبحت متنزهات للمواطنين، ومصدات هوائية، سنقلل من 30 إلى %35 من نسبة الغبار، وبالتالي سيوفر من ميزانية الصحة، لأن الوقاية خير من العلاج.
لا نرى «الكترونية»!
< ما رأيك في الحكومة الالكترونية؟
– في ظل هذه الظروف لا نرى حكومة الكترونية، فكل وزارة تضع مشروعها بشكل فردي، ثم الوزارة الثانية تفعل الشيء نفسه مع شركة مختلفة، وإذا افترضنا أن البرنامج متكامل ومثالي، فالمشكلة في ربط هذه البرامج معا، وهذا من الصعب، لذلك ما راح نشوف حكومة الكترونية، فهذا مستحيل، حتى نصل إلى وجود هيئة لديها رؤية واضحة، ونظام موحد، يستخدم في جميع الوزارات.
شيء مؤقت
< كيف تحل هموم ومشاكل وزارة الصحة؟
– المشكلة أن كل شيء عندنا مؤقت من أيام الغزو إلى اليوم، كأننا سنصل إلى مرحلة نغلق فيها الاضاءة ونقول «يلا يا جماعة كل واحد ياخذ أغراضه ويتوكل على الله».. وكأن كل شيء مؤقت في الدولة، ثم نقطة صفر، بعدها يقولون: «يلا يا جماعة شطبنا»!!.
خطة حقيقية
< أين الخلل؟
– أعتقد أن الخلل على السلطتين التشريعية والتنفيذية، فالحكومة تفتقد للرؤية الواضحة، والخطط الحقيقية، وغياب التجديد والتطوير، وبالتالي الحل في وضع خطة حقيقية، وأجندة ونقاط يمشي عليها الوزراء، فنحن بحاجة إلى نفس جديد وتوجه جديد.
المصدر”الوطن”
لا تتركوها تضيع
< ما رأيك في المقاطعة؟
– المقاطعة حق ديموقراطي، وطريقة راقية للتعبير عن الرأي، ولكن أقول للشباب المقاطعين لا تتركوها تضيع، لأن المقاطعة ليس هي الحل، ولو كنا تخلفنا عن 20 سنة، فالمقاطعة «هتخلينا» نتخلف 40 سنة.
< هل الصوت الواحد أفضل أم الأصوات الأربعة؟
– الاعتراض على الصوت الواحد يجب أن يكون وفق الأطر الدستورية، في مجلس الأمة المقبل، الذي يقبل أو يرفض هذا المرسوم، فالموضوع يحتاج إلى دراسة على الرغم من أن مصلحتي الشخصية في الصوت الواحد، ولكن لابد من وجود تشاور حول هذا الموضوع، وبالنهاية أكرر: لا تتركوها تضيع ودعونا نشارك، فالعملية السياسية لا تختزل في أوجه معينة، لأن مجتمعنا به العديد من الكفاءات والوجوه الشابة الجديدة.
قم بكتابة اول تعليق