أكد مرشح الدائرة الرابعة عبدالله الكندري انه يحمل فكرا وسطيا لا ينتمي الى حزب او قبيلة وان هدفه الخروج من البلاد من حالة الركود الى آفاق التنمية والمساهمة في صنع القرار.
وقال ان معارضة الشارع لا تؤدي الى نتائج بل تدفع باتجاه زعزعة امن البلد، مشددا على ان حل الازمات يتم عبر حوار وطني شامل يضم جميع الاطراف على طاولة واحدة.
واشار الى ان «الصوت الواحد» يغير ثقافة الناخب الى القناص الذي يملك طلقة واحدة لا يمكن ان يطلقها الا على صيد ثمين.
وقال الكندري ان ما مرت وتمر به الكويت من احداث غير مسبوقة غيرت من قناعات العديدين من ابناء الكويت، وجعلتهم اكثر وعيا بما يحاك للوطن من مؤامرات، مبينا ان هذه الاحداث تسببت في اتخاذ الكثيرين لقرار الترشح في انتخابات مجلس الامة، بهدف اعلاء مصلحة البلاد وأمنها واستقرارها وتنميتها مؤكدا ان هذه الاهداف على رأس اولوياتي، وقال من اجل ذلك قمت بوضع برنامج اصلاحي متكامل يشمل جميع جوانب الحياة الكويتية، ويساهم في وضع الكويت في صف الدول المتقدمة.
واضاف الكندري خلال ندوته الجماهيرية مساء أمس الأول في صالة السهو بمنطقة صباح الناصر: لقد شهدت الانتخابات الحالية انسحاب عدد من السياسيين البارزين ممن نكن لهم التقدير والاحترام، واختار هؤلاء خيار المقاطعة الذي رأوه من وجهة نظرهم الأنسب للمرحلة، مما جعل البعض ينظر الى المجلس المقبل على أنه مجلس ضعيف لغياب هؤلاء، مشددا على أنه من الخطأ الجسيم الحكم على مجلس لم ير النور بعد بسبب خروج بعض السياسيين منه، وهو حكم اعتبره ينتقص من امكانيات الكويت وأبنائها، لأن هذا البلد مليء بالكفاءات ولا تقف على عناصر معينة كما ان التاريخ لا يتوقف على احد والأمم في حراك مستمر وهي سنة الحياة، لافتا الى ان المرشحين الحاليين شخصيات وطنية يمكنها تقديم الكثير لبلادها تحت قبة عبدالله السالم.
وأشار الى ان الكويت لا ينقصها لا العناصر البشرية ولا الأموال أو الخبرات وما ينقصها فقط هو توفير الهدوء وخفض سقف الصوت العالي واستخدام مفردات بعيدة عن التخوين ليتمكن الجميع من العمل وتطوير البلاد.
واستطرد الكندري قائلا: لقد رأيت بعد مشاورة الأهل والاخوان أنني أستطيع ان أقدم شيئا جديدا للبلاد في ظل غياب مجلس الأمة عن دوره الأساسي في خدمة المواطنين خلال الفترة الماضية، مبينا ان بعض النواب السابقين كانوا عقبة أمام تحقيق خطط الدولة التنموية، ولم يستطيعوا تحقيق أمنيات المواطنين الذين أعطوهم أصواتهم.
واوضح أنه يحمل برنامجا انتخابيا شاملا لكل مشكلات البلاد حيث يهتم باصلاح جوانب التعليم والصحة والاسكان والاقتصاد، مضيفا: والأهم ان توجهي الرئيسي يكمن في كيفية اخراج البلاد من حالة الركود والدوران حول النفس الى حالة العمل والانشغال بالتنمية والمشروعات الاستراتيجية وأنه يعتمد في الأساس على التعاون مع أعضاء السلطتين والمشاركة الشعبية في صنع القرارات.
وأشار الى أنه يحمل طرحا وسطيا لا علاقة له بحزب أو قبيلة، ويقف على مسافة متساوية من كل الكويتيين، مؤكدا ان المقاطعة حق أصيل لأصحابها «لكن في الوقت نفسه نطالبهم بضرورة قبول الرأي الآخر واحترام وجهة نظرنا، وأن يتركوا للشعب حق الاختيار، وممارسة دوره السياسي، فنحن في بلد حر مارس الديموقراطية منذ عشرات السنين، ولا يقبل أي انسان في هذا البلد ان يصادر أحد عليه حقه الدستوري أو يجبره على فعل شيء هو غير مقتنع به».
وشدد على ان الانتخابات المقبلة ستنجح ونسبة المشاركة ستكون جيدة «ليس بالضرورة مثل الانتخابات الماضية، ولكنها ستكون جيدة، وأقول ذلك استنادا على ما رأيته من خلال حواري مع المواطنين في العمل والديوانيات وغيرها، وأتوقع ان يحقق المجلس المقبل انجازات كبيرة اذا أوصل الشعب المستحقين من أبنائه دون حسابات طائفية أو قبلية».
ورفض الكندري استخدام الشارع في التظاهرات ومحاولة التأثير به على صناع القرار، لافتا الى ان المعارضة من الشارع لا تفيد ولا تأتي بالنتائج المرجوة، ولا جدوى منها سوى زعزعة أمن واستقرار البلاد، لأن هذه التحركات لا يمكن السيطرة عليها ويمكن ان يدخل في وسطها مندسين يحاولون ضرب الأمن وافتعال المشكلات، وهو ما حدث بالفعل خلال بعض المسيرات عندما حاول أحد المجهولين دهس رجل أمن ومصور بسيارته، وهذا ما حذرنا ونحذر منه على طول الخط.
الالتزام بالدستور
وشدد على ان المعارضة يجب ان تلتزم الأدوات الدستورية والقانونية، متسائلا: نحن لدينا قاعة عبدالله السالم المجال فيها مفتوح، فلماذا نتجاوزها ونخرج الى الشارع ونألب المواطنين، لذلك فانني أؤكد على ان البرلمان هو المكان المناسب للمعارضة وليس الشارع أو التجمعات غير القانونية.
ولفت الى ان الحل للأزمات الحالية يجب ان يتم عبر حوار وطني شامل يضم جميع الأطراف لحماية دولة القانون والحفاظ على استقرار البلاد، مستطردا: أما استخدام الأساليب البوليسية في حل القضايا ففي اعتقادي وعبر التجارب التاريخية الداخلية والخارجية، هذا الأسلوب لن يجدي نفعا.
وذكر ان البلاد تحتاج الى تطبيق الدستور والقانون بشكل عادل على الجميع، والابتعاد عن المحاصصة في توزيع المناصب، بالاضافة الى الشروع في بناء تنمية حقيقية بمشروعات استراتيجية يشارك فيها الشباب الكويتي، مضيفا: اذا فعلنا هذا يمكن ان نشكل مجتمع متماسك وبعيد عن الأزمات.
وشدد على ان المرأة الكويتية تعاني من عدم تجنيس ابنائها وحق الرعاية السكنية والجنسية، مبينا أنه يدعم حقوق المرأة وأن هذه من الملفات التي يضعها على رأس أولوياته وأفرد لقضاياها جزءا كبيرا من برنامجه الانتخابي، مضيفا: وابشرهن اذا قدر الله لي الوصول الى مجلس الأمة سأعمل على اقرار قانون يكفل لها العيشة الكريمة وحل مشاكلها بالاضافة الى اقرار راتب مناسب لربة المنزل فنحن في ديرة خير.
وأعرب الكندري عن أسفه لوجود تباين كبير في المرتبات من جهة حكومية الى أخرى، مطالبا بالاسراع في اقرار زيادة رواتب الموظفين في القطاعين العام والخاص ممن لم تشملهم الكوادر الوظيفية تحقيقا لمبدأ العدالة والمساواة الذي كفله الدستور لجميع المواطنين، مشيرا الى ان رواتب المتقاعدين هي الأخرى بحاجة الى مراجعة لتحسين أوضاعهم المعيشية، وأن مجلس الأمة المقبل مطالب بسن قانون يلزم بموجبه الحكومة بإقرار هذه الزيادة على رواتب الموظفين في القطاعين.
إصلاح التعليم
ولفت الى ان قضية اصلاح التعليم والاهتمام بالشأن التربوي العام للطلبة بجميع مراحلهم الدراسية على رأس أولوياته «حيث أحمل رؤية تعليمية استراتيجية بهدف تطوير وتنمية التعليم بجميع مراحله»، مبينا ان الواقع التعليمي في الكويت يفرض على الجميع اتخاذ موقف جاد لاعادة تحديد بوصلته الى طريقها الصحيح «خصوصا ونحن نلمس ضعف المستوى العلمي للطلبة ما حدا بأولياء الأمور الى التوجه بأبنائهم نحو التعليم الأهلي الذي بدوره أصبح يعاني من الترهل لدخول غير المختصين فيه».
واستغرب الكندري عدم بناء جامعات جديدة في البلاد طوال الفترة السابقة، محذرا الحكومة من تكرار أزمة قبول الطلبة السنوية، ومؤكدا في الوقت ذاته ان الحاجة اليوم أكثر من ملحة لافتتاح جامعة ثانية بأسرع وقت وخاصة مع توقع تخرج نحو 73 ألف طالب من الثانوية العامة في غضون ثلاث سنوات، كما وعد بالعمل تحت قبة المجلس على انشاء مدارس في مناطق الدائرة الرابعة وخاصة تلك التي لا يوجد فيها مدارس ثانوية للجنسين للتخفيف على المواطنين من عبء نقل أبنائهم الى مناطق أخرى.
وأكد أنه من المؤيدين للصوت الواحد «اذ سيشعر الناخب ان صوته عزيز وهو كالقناص الذي لا يمتلك سوى طلقة واحدة ولا يمكن ان يطلقها الا على صيد ثمين»، مؤكدا ان «من يريد بيع صوته فانه سيبيع بكل الأحوال وانه هو دون غيره ممكن ان يبيع بلده، لذلك فانني أطالب الناخبين بأن يضعوا مصلحة الوطن نصب أعينهم عند اختيار مرشحيهم، وأن يقبلوا على التصويت بشكل مكثف لانجاح التجربة الديموقراطية، وفاء للوطن ولسمو أمير البلاد».
وعبر عن حزنه بسبب تحدث البعض عن سمو الامير بطريقة غير لائقة «وهو مايضر الكويت لان الامير رمز الدولة»، مشددا على ان أسرة الحكم هي الضمان لشعب الكويت، وأن أي تطاول عليها يضيع هيبة البلاد «ونحن بدورنا لن نسمح لأحد بالتمادي في هذا التطاول الذي يهدد مستقبل البلاد، وما نؤمن به هو المعارضة الرشيدة التي تعطي الحقوق لأصحابها وتطالب بما تراه من خلال الأدوات الدستورية، ونحن جميعا رأينا أبوب صاحب السمو مفتوحة على مصراعيها للجميع كبيرا وصغيرا، فلماذا يحدث ما يحدث في البلاد، ولماذا نصر على تقليد الخراج دون وعي».
واستنكر الحديث عن مخطط لعزل سمو ولي العهد دون دليل «وهو كلام غير مسؤول يروج للاشاعات، وهو نفسه الذي يوزع صكوك الوطنية على الجميع، ونحن نقول له اذا عندك دليل قدمه للنيابة أو اصمت يرحمك الله فصمتك رحمة للجميع».
اختم بالشكر كما بدأت بالشكر وأرجو ان أكون عند حسن ظن الجميع، كما أنني أؤكد لكم جميعا أنني في خدمتكم وتحت تصرفكم سواء داخل البرلمان أو خارجه، فالله في عون العبد ما كان العبد في أخيه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قم بكتابة اول تعليق