أعتقد أنه آن الآوان لاستثمار الطاقات الابداعية للشباب الكويتي بهدف تكريس مجتمع كويتي مدني وحضاري يتم فيه تقدير الوقت والعمل الجاد, ومن هذا المنطلق, أعتقد أن الحكومة ومجلس الأمة يتحملان مسؤولية احتواء الطاقات الشبابية الابداعية واستثمارها بشكل بناء وإيجابي في بناء حاضر ومستقبل الكويت, وسوف يتحقق هذا الاستثمار الفعال لطاقات الشباب عندما تطرح الحكومة برنامجاً اقتصادياً وثقافياً شاملاً يتناول القضايا المعاصرة للشباب الكويتي, فالبديل الآخر لعدم الالتفات لهذه الطاقة الجبارة للشباب الكويتي, هو تضييع فرص ثمينة لبناء حاضر مجتمعي يجد فيه الشاب الكويتي تطلعاته وآماله تتحقق على أرض وطنه.
فالشاب الكويتي يواجه حالياً تحديات معاصرة يواجهها أقرانه في مجتمعات إنسانية أخرى, وتتركز أغلبية هذه التحديات في قدرة الشاب على إثبات نفسه وقدرته كذلك على ربط آماله وتطلعاته في النجاح الشخصي بما يمكن له أن يحققه في مجتمعه الوطني, وسوف تتحقق كثيرا من هذه التطلعات الشبابية على المستوى التعليمي و الاقتصادي و الوظيفي عندما تتوافر في المجتمع الوطني “آليات ووسائل عملية” تمكن الشاب المبدع من تحقيق ذاته الإنسانية في مجتمع ولد ونشأ وتربى فيه. وفيما يلي بعض التحديات المعاصرة التي يواجهها الشاب الكويتي:
الحصول على وظيفة مناسبة.
مشاركة الشاب في صنع القرار حول قضاياه.
الحصول على فرص تعليم تتناسب مع قدراته وتطلعاته.
تطوير مهاراتهم وقدراتهم والاستفادة منها في عالم متغير.
تحقيق مستوى مقبول من الرضى النفسي والسعادة الشخصية في مجتمع تتوافر فيه مؤسسات مجتمعية توفر قنوات تواصل فعلية مع الطاقات الشبابية الابداعية.
الاسراع في حل مشكلات الرعاية السكنية.
ارتفاع تكاليف المعيشة.
القدرة على طرح المبادرة والابتكار في بيئة مجتمعية إيجابية تحوي آليات تمكن الشاب تطوير ذاته.
عدم وجود مؤسسات حكومية تهتم خصوصا بالاكتشاف المبكر للمواهب الشابة وتوفر لها وبشكل خال من البيروقراطية المعقدة فرصاً للنجاح واستفادة الشاب الكويتي من مواهبه.
ضعف ثقافة المواطنة الهادفة وعدم وجود آليات فاعلة تكرس الوعي الفردي حول المسؤوليات والواجبات الاجتماعية.
اشراك الشباب في عملية اتخاذ القرار الحكومي فيما يخص إيجاد حلول لتحدياتهم المعاصرة.
لابد أن نعمل جاهدين لتقوية البنى الأساسية لنجاح الشباب الكويتي: النزاهة- تكافؤ الفرص- مكافحة الفساد-مكافحة المحسوبية- والحض على احترام القانون-وإتاحة الفرصة للشباب لربط أهدافهم الشخصية المشروعة بنتائجها النهائية المتوقعة. فلعل وعسى.
كاتب كويتي*
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق