بعد أربعين سنة من الآن ان اعطانا الله واياكم عمرا، سينقل اليكم عبر الفضائيات حدث غريب يقع على شارع الخليج، يلتقط الجيل القادم مع ابطاله صورا تذكارية لندرة حدوثه، سيفاجئكم عدد من الكهول يجلس البعض منهم على كرسي متحرك والبعض الآخر يحمل على نقالة، في ايدي ثلاثة منهم (درب) وعلى افواه الاربعة الآخرين اقنعة اكسجين، الاصح منهم لا يسمع ولا يرى ويهذي بكلام غير مفهوم! ويحمل مرافقيهم من الوافدين لافتات كتب عليها (كرامة وطن 44)! هذه بالضبط نهاية بعض النواب الذين وصلوا الى مرحلة الهستيريا، والذين يسمع احدهم بالمعارضة ولا يعرف كيف يكون من فرسانها، ويتحدث في السياسة ولا يستطيع ان يكون من دهاتها، وينادي بالوحدة الوطنية ثم يطعنها، ويعقد لواء الخصومة فيفجر فيها، ويطالب في العلن بحقوق الامة التي اختزلها بشخصه ويساوم السلطة في السر على التخلي عنها، المهم ان يستعيد نفسه المتمثلة في كرسي!
٭٭٭
بعد انتهاء مسيرة (كرامة وطن 4) دخلت الى مواقع بعض النواب السابقين على تويتر، فلم اجد فيها لاحد منهم ما يستحق المتابعة، فجل اهتماماتهم يقتصر على نشر ما التقطوه من صور خلال المسيرة لاثبات تواجدهم وتوثيق مشاركتهم، لعلها تزيد من رصيد شعبيتهم، فقضيتهم الاولى تصوير وتوثيق، وهمهم الاوحد اثبات وجود، طيب وين كرامة وطن؟ يا عمي فكنا، كرامة بلا كرسي ما تسمى كرامة!!
٭٭٭
تضم المسيرات من تربع الوطن في سويداء قلبه ولا نشك باخلاصه، لا تعنيه صوره، ولا (ترزز) امام صحف وقنوات، ولا تستميله الشعارات، بقدر ما يعنيه التعبير عن رأيه، على العكس من نواب التصوير ونشطاء التعكير، الذين اتى البعض منهم للقذف والشتم والتهديد والوعيد، وهنا يكمن الفرق بين مواطن خرج ليعبر عن رأيه بصدق وقناعة، وبين من لا يرى فيه سوى رقم يضاف الى المسيرة، فتتحول الى اداة يمارس من خلالها الضغط على السلطة، والاولى به ان يحجم متى ما اكتشف ذلك، فهو اسمى من ان يستغل، واكبر واهم واجل.
< ربعيات:
(كيف نوصل الرسالة دون أن نهدم البيت على من فيه، ودون ان نجامل الجمهور، وخاصة في لحظات الانفعال»؟
د. أحمد الربعي رحمه الله
< نقطة شديدة الوضوح:
يعتقد البعض ان قلب الحقائب يخدم المعارضة، وهو يسيء لها ولحراكها، ويعطي للآخرين مسوغا للنيل منها، وعليها ألا تقبل بذلك، فمن يؤمن بعدالة قضيته ومشروعية مطالبه لا يلجأ الى الكذب، ولا يرضى به لتابعيه.
مفرج البرجس الدوسري
MALDOSERY@ALWATAN.COM.KW
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق