أعرف أن هناك عددا من النواب كانوا يريدون الالتحاق بالتشكيلة الحكومية خوفا من صدور قرار من المحكمة الدستورية يسقط مرسوم الصوت الواحد، وبالتبعية يسقط مجلس الأمة الجديد باعتباره مجلسا انتخب بالآلية الجديدة، ويكون عندها في الجانب الآمن، لكن ذلك لا يجب أن يكون عائقا أمام احترام الأطر الدستورية الصحيحة، والشروع في «التشمير» عن السواعد من أجل تحقيق إنجازات.
أعرف أيضا أن عددا غير قليل من النواب أبدى تخوفا من التركيبة الحكومية الجديدة، ورأى فيها مؤشرا على تراجع من نوع ما عن الاستمرار في مشروع الصوت الواحد، وبالتالي يمكن أن يكون هناك مشروع جديد كبديل لاسترضاء الأطراف المعارضة للصوت الواحد، وربما يكون هناك حل لمجلس الأمة خلال أشهر، والدعوة لانتخابات جديدة على نظام الأصوات الأربعة.
يقول أولئك إن سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك وعد خلال لقائه ببعض الإعلاميين أن حكومته المقبلة ستكون مختلفة عن الحكومات السابقة، وستضم في عضويتها «رجال دولة»، لكننا لم نلمس أن هناك تغييرا في تشكيلتها، ما يعني أنها لن تكون مختلفة أبدا عن الحكومات السابقة، «وهذا ما يخيفنا»، فربما يكون للأمر تبعات نكون ضحاياها، وخاصة أننا تحدينا الكثير من القناعات من أجل الوصول لعضوية هذا المجلس.
يقول أحدهم ربما تلك الأجواء تدفعنا إلى التركيز على إنجاز المعاملات لأكبر قدر ممكن من المواطنين، من أجل إعادة انتخابنا مرة أخرى في حال «خونت» الحكومة، «وقطتنا على صخر»، على الأقل يكون لدينا رصيد يشفع لنا قليلا عند المنازلة الانتخابية المقبلة، وهذا سيكون له تبعات على أداء مجلس الأمة الجديد لا نتحمل تبعاته نحن، فالمؤشرات تجبرنا أن نقوم بذلك.
آخر يقول إن العدالة الحكومية غائبة عن أجواء المجلس، فالتيار السلفي لا يملك إلا عضوا واحدا في المجلس الجديد، ومع ذلك أعطي حقيبة هي حقيبة العدل والأوقاف ليشغلها الوزير السابق شريدة المعوشرجي، بالإضافة إلى منصب رئيس مجلس الأمة للنائب السلفي الوحيد علي العمير، ومنصبين أحدهما وكيل لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، والآخر وكيل مساعد في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب.
ويواصل حديثه «نحن لنا أكثر من عضو في مجلس الأمة وليس لنا وزير وليس لنا أيضا مناصب في مجلس الأمة، وكأنما هناك أمر ما يمنع من العدالة، وربما جزء منه أن هذا المجلس مجلس مؤقت»، كل تلك الملاحظات استمعت لها بعد إعلان التشكيلة الحكومية الجديدة أمس الأول، وربما تكون تلك الملاحظات انعكاسا لقراءة غير دقيقة من جانبهم، لكن تلك التخوفات موجودة و»النار» كما يقول العرب تأتي من «مستصغر الشرر»، وربما يتطلب
الأمر تبديد المخاوف.
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق