دبلوماسيون: مجلس الأمن يحتاج وقتا لدراسة خيارات التعامل مع قضية المفقودين الكويتيين

قال أعضاء في مجلس الأمن الدولي اليوم انهم يحتاجون مزيدا من الوقت لدراسة الخيارات المتاحة أمام سكرتير عام الأمم المتحدة بان كي مون للتعامل مع قضايا المفقودين الكويتيين وغيرهم والممتلكات الكويتية المفقودة مشددين على أنه أيا كان الاختيار فسيكون العراق ملزما بالوفاء بالتزاماته تجاه الكويت.وفي تقريره الأخير الى المجلس سرد بان الذي زار الكويت والعراق في وقت سابق من الشهر الجاري أربعة خيارات للاختيار من بينها وذلك بعد أن يترك منسقه الرفيع المعني بشؤون الأسرى واعادة الممتلكات الكويتية من العراق غينادي تاراسوف منصبه في وقت لاحق من الشهر الجاري لتولي منصب أخر للأمم المتحدة في جنيف.

ومن بين الخيارات الأربعة التي عرضها بان على مجلس الأمن للاختيار من بينها “الطلب من بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) اتمام دور تاراسوف أو تعيين منسق مؤقت لمدة ستة أشهر أو ايجاد منسق اخر ليحل محل تاراسوف أو اختيار شخص اخر من مقر الامم المتحدة لتولي هذه المهمة”.

ويفضل بان أن تتولى بعثة (يونامي) مهمة تاراسوف قائلا ان الكويت والعراق تجدان الأمر “مقبولا جدا” ولكن في ظل ظروف معينة للكويت وعلى الأخص الوفاء بالتزامات العراق المتعلقة بالحدود”.

وقال دبلوماسيون لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان المجلس منقسم حول تلك الخيارات بيد ان ثمة اتفاق فيما بين أعضائه على أنه “مهما كان الاختيار فان على العراق مواصلة الوفاء بالتزاماته تجاه الكويت”.

ورغم أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا تفضل أن يتولى شخص تختاره أمانة الأمم المتحدة مهمة تاراسوف للأشهر الستة المقبلة فان روسيا تفضل أن يتم تعيين منسق مؤقت.

وأضافوا ان استبدال تاراسوف بمنسق آخر لفترة طويلة لن يحدث الا اذا أخفق العراق في الوفاء بالتزاماته تجاه الكويت لاسيما فيما يتعلق بمسألة الحدود بين البلدين.

وكان تاراسوف قد اطلع مجلس -خلف أبواب مغلقة- للمرة الأخيرة على تقرير بان وخياراته.

وقال تاراسوف ل(كونا) عقب الجلسة ان رد فعل المجلس على خيارات بان أن اعضاءه “يحتاجون لمزيد من المشاورات لأن السكرتير العام اقترح فترة جديدة أقصر لبناء الثقة لمنح العراق فرصة أخرى للوء بالتزاماته” ومن ثم ستجري مناقشة الخيارات ” وسيقررون في مرحلة لاحقة.

وأضاف “ولايتي ستنتهي في ال31 ديسمبر الجاري وقد أبلغت المجلس بكل وضوح انه مهما طرأ على المهمة من تحول فلابد من مواصلة البحث عن الأشخاص المفقودين وكذلك الممتلكات الكويتية المفقودة ومن بينها الأرشيف الوطني”.

وشدد على أن ذلك وارد في قرار مجلس الأمن رقم 1284 لذا فلا بد من مواصلة هذا الجهد بأي شكل من الأشكال يجده الجانبان مقبولا.

وقال “سأرحل ولكن الأسر الكويتية التي فقدت أحباءها لا تزال هناك ولا تزال تعاني ولا تزال تنتظر النتائج” واصفا مهمته منذ تعيينه في ابريل من عام 2008 ليحل محل الراحل يولي فورنتسوف بأنها “صعبة”.

وأشار الى أنه مهمة العثور على رفات مئات الاشخاص الذين قتلوا منذ أكثر من 20 عاما في الصحراء كانت “من أصعب الأعمال” التي تحتاج الى آلية والتي ساعد هو في اقامتها لافتا الى أنه تلقى تأكيدات من دولة الكويت والعراق وأطراف اخرى بأنه هذه الحفريات ستستمر حتى بعد أن يترك منصبه مقرا في الوقت نفسه بعدم احراز تقدم كبير في تلك القضية وذلك بسبب غياب المعلومات.

وأضاف أن “أكبر مشكلة تواجهنا الآن هي الحصول على معلومات أفضل فبدون معلومات أكثر دقة فان الحفر بدون معلومات دقيقة سيستغرق الكثير من الوقت والجهد ولن يقدم أي نتائج”.

وبين أن تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين الجانبين الكويتي والعراقي والقرارات الناجمة عن اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة كانت “أمثلة جيدة جدا على أن كلا البلدين يسيران الآن على الطريق الصحيح.” من جانبه قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين ل(كونا) عقب الاجتماع الخاص للمجلس “نعتقد أن اقتراح السكرتير العام بتعيين منسق رفيع المستوى مؤقت سيكون أفضل الحلول من الناحية القانونية كما سيوفر أيضا تشجيعا سياسيا لأن من شأنه أن يشير الى حقيقة أن العراق قد حقق بعض التقدم وأن العلاقة الشاملة بين البلدين قد تحسنت”.

وأضاف “بالتأكيد نتفهم أن العراق يريد ان يتحرك في اتجاه رفع جميع القيود المفروضة عليه بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ونتعاطف جدا مع ذلك.. ولكن في تلك المسألة تحديدا ثمة بعض الأشياء التي تتطلب القيام بها بقدر اهتمام الكويت بضرورة القيام بها والى الآن لم يحدث ذلك حتى موعد انتهاء ولاية المنسق رفيع المستوى” في اشارة غير مباشرة الى التزامات العراق المتعلقة بالحدود.

وأوضح السفير الروسي أن اختيار بلاده لتعيين منسق مؤقت لمدة ستة أشهر ينبع من رغبتها فيما “اذا ارتضت الكويت بذلك وجرى تنفيذ كل شيء على ما يرام وبعد انتهاء تلك الفترة الانتقالية يخرج العراق من الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة”.

واعترف تشوركين بأنه اذا وافق مجلس الأمن على اختيار منسق مؤقت “فان لدينا مرشحا روسيا” معتبرا أن الدبلوماسيين الروسيين اللذين توليا مهمتين انسانيتين لأكثر من عقد من الزمان “احرزا نجاحا”.

وقال ان أعضاء المجلس أشادوا بتاراسوف لقدرته على احراز “تقدم في ظل ظروف صعبة جدا وحساسة”.

وردا على رغبة الأعضاء الغربيين بالمجلس تولي الأمانة العامة للأمم المتحدة لتلك القضية قال تشوركين ان قرار مجلس الأمن رقم 1284 كلف السكرتير العام بتعيين منسق رفيع المستوى وعدم ربط القضايا بالأمانة العامة للأمم المتحدة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.