عبدالله خلف: الشعب يريد مليونية لمحو الأمية

الأمية موجودة في دول شبه الجزيرة العربية، وفي بعض الدول المغاربية في السودان والصومال وموريتانيا، والعراق والاردن وسوريا، ونستطيع ان نقول ان معظم الدول العربية هي سبب تخلف العرب.. اعجبني تحقيق للاستاذة عبير الضمراني في جريدة الاهرام صفحة (ملف الاسبوع) بتاريخ 15 ديسمبر 2012.. من عناوين البحث %23 من المصريين أميون وتحتل مصر الترتيب السابع من أسوأ 10 دول في العالم في الامية.
هذه المظاهرات المليونية التي تحرك الشارع ومعظم السائرين فيها لا يعرفون الى اين ولأي غرض يسيرون نحوه.
وتقول الباحثة عبير الضمراني: الامية قضية امن قومي وتحتاج الى ثورة تعليمية وتثقيفية وتضافر كل مؤسسات الدولة لمواجهتها فهي من بين القضايا الساخنة التي تواجه الشعب المصري، وما تطرقت اليه المادة 61 من مشروع الدستور الجديد التي تنص على ان تلتزم الدولة بوضع خطة شاملة للقضاء على الامية وتجفيف منابعها لكافة الاعمار من الذكور والاناث وتتولى تنفيذها بمشاركة المجتمع لمدة عشر سنوات.. اهتم الاسلام منذ ما يقارب 1500 سنة بالتعليم حيث جعل الرسول صلى الله عليه وسلم فداء الأسير المتعلم ان يعلم عشرة من المسلمين.. اسلوب في منتهى الرقي.
وتستشهد الكاتبة الضمراني بتونس التي كانت اميتها تماثل مصر فقضت عليها ولم يعد في تونس امي واحد.
الدكتور مصطفى رجب اول استاذ جامعي تولى رئاسة الهيئة العامة لمحو الامية في مصر وصرح ان نسبة الامية طبقا للاحصائيات الصادرة من مركز المعلومات للبيئة في اول يوليو 2012 تبلغ %23 منها %16 ذكور و%30 من الاناث من سن عشر سنوات فأكثر.
الجزائر عند استقلالها في 1962 لم يكن احد من قادتها في حزب التحرير يجيد النطق باللغة العربية، ولا يعرف التكلم بالعربية الا سكان اقصى الجنوب ومن في الصحراء.. الان يتكلمون اللغة العربية بأرقى مستوى وفي مدارسها لا يتكلم الطلبة الا بالفصحى بجانب اللغة الثانية الفرنسية.
وتقول الاحصائية في التحقيق المشار اليه ان اكثر من اربعة ملايين في مصر من الفئة العمرية من 15 الى 35 سنة من الاميين.
والتقرير العالمي الذي يصدر من منظمة اليونسكو يشير بأن في عام 2010 احتلت مصر المرتبة السابعة بين اسوأ عشر دول على مستوى العالم.. ويشير التقرير الاممي (اليونسكو) ان تونس كانت الامية فيها اكثر من مصر واستطاعت ان تصل الى الصفر الافتراضي.
وفي الكويت كانت الكتاتيب في القرن التاسع عشر تقوم بمحو الامية، ثم جاءت النظم التعليمية الحديثة من سنة 1911 – 1912 بتعليم الاطفال في كل المراحل وكانت مرحلة الثانوية يرسل طلابها الى العراق ومصر للدراسة.. ثم اخذت مراحل الجامعة ولم تعد الامية في البلاد، عدا من كان في البادية، وكان احصاؤهم صعبا حيث يتنقلون الى الدول المجاورة والقريبة، ولما انتشر التعليم الى القرى ومناطق البادية وضع قانون التعليم الالزامي، حيث يعاقب ولي الامر ان قصر في تعليم ابنائه ويحاكم في محاكم الدولة، هكذا حتى قضيت على الامية في المدن والضواحي.
ان الثمانية اعوام كفيلة لمحو الامية لدى كل الشعوب، والتعليم في مصر قديم اهتمت به الدولة خلافا للكتاتيب منذ عهد والي مصر محمد علي الكبير (1849-1769) مؤسس السلالة الخديوية الذي تولى الولاية سنة 1805.. ان تخلف التعليم يؤخر التطور الزراعي والصناعي والحضاري.

عبدالله خلف
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.