اسرح كثيرا وأحدث نفسي أكثر واسألها: ترى مَنْ يقرأ لي؟؟؟
اعرف ان الطريق ميسور وهذا ما امارسه عندما اغيب عن الوطن واضطر الى فتح الكمبيوتر كل يوم لقراءة الصحافة المحلية بالذات وانتقي من الاخرى ما يخطر ببالي وافرح حين اغلق هذا الجهاز.
هنا يتراكم بريدي واجدني عند حاجتي اقدم رجلاً واؤخر اخرى لان العلاقة بيني وبينه جافة وأنا لا احب الجفاف.
صحبي يرمونني بالتخلف لانني لا ألهج بلغة المغردين ولا املك صورة في (كتاب الوجوه) Face Book ولا اشبك على الـ What”s up ولكن يبدو لي بأنني سوف اتراجع عن كبريائي هذا واخوض معهم في تلك البحيرات.. متى يتم ذلك؟؟ الله أعلم!!!
رغم ما تقدم الا انني اعرف حجمي واعرف قرائي من السنتهم التي تحسب عليّ انفاسي بالوسائل المتاحة وخاصة عندما اتطرق الى التربية حتى تصورت اخيراً بأن وزارة التربية محاطة بزجاج قابل للكسر وما أكثر الراغبين بكسرها وأعجب كم من اهل هذه الوزارة يعرفون الخلل تماماً يشهدون الممارسة بأعينهم تصيبهم سهام المواقف السلبية وكلهم يقولون يد واحدة لا تصفق فساد وغياب رؤية وعدم اهتمام بالخراب، وادارة مهلهلة، مناهج مسطحة، تلقين اعمى، محاباة وتجاوز وغش قالت واحدة: نعم المركب تسير وكلن الى اين تتجه؟ لا احد يدور وما حصول الكويت على المراكز المتدني عالمياً في الرياضيات والعلوم الا دليل عظيم على المسار العقيم واليك يا وزير التربية.
وعلى غفلة مني ومن الزمن صمدت فجأة على يوم اسمه (الأحد 2012/12/16) يوم افتتاح مجلس الأمة في حلة جديدة من حلله التي اعتدنا على تجديدها واعتدت انا شخصياً على الحضور لحظة افتتاحها.
على الرغم من عسر السيل للمواصلات وصلت موقعي في زمن يفصلني عن مقدم سمو الامير دقائق معدودة مما كان مستغرباً بالنسبة لي ان لا اجد الموقع الذي اعتدت عليه فاكتفيت بالكرسي الاحمر في موقع متميز مقابل للمنصة.
والصالة مكتظة بالجمهور بالصفوف العليا والرسميين من السابقين والحاليين بالصفوف الوسطى والاضافيين من امثالي بما يعلو عليهم بعتبة واحدة.
كلنا نحيط بالمسرح الهابط هندسيا امامنا جميعا حيث يشغل العمق كل النواب والوزراء – اي فريق اللعب الحقيقي – ثم تعلو المنصة مرة اخرى من الطرف المقابل ليرتفع عليها المنسقون من سكرتارية وادارة ثم ترتفع مرة اخرى لتضم صاحب السمو امير البلاد ومرافقيه من حوله.
ألم أقل لكم بانني عاشقة للمسرح؟؟ ذاك كان مسرح الواقع.
شعرت بفخر كمن يصحو على ازهار نبتته وسمعت حلو القول من سمو الامير حيث بسط الطريق كما يراه وكما نريده لهذا الوطن المرهق هموماً فسار على البساط ذاته سمو رئيس مجلس الوزراء بالارادة وبالتعاون مع فريقه من الطرفين الوزراء واعضاء مجلس الأمة .. وقرأت صفحات وصفحات من التفاؤل والأمل على وجوه الحضور مما اشبعني كوجبة دسمة جعلني وقررت ترك الموقع لمن يريد التفاعل مع الاختيارات القادمة من الرئاسة ومحلقاتها – تماماً كما اصنع مع وجبتي المفضلة – وخرجت خلف سمو الامير بدقائق لأشكر الوجوه المضيئة التي كانت في الاستقبال والنظام المميز للشرطة والامن العام وكل الرسميين مما جعلني ارفع رأسي واشير لها (أنا كويتية).
فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق