بحضور وزير الثقافة القطري حمد عبدالعزيز الكواري والرئيس التنفيذي للموسسة القطرية للاعلام مبارك جهام الكواري والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب م.علي اليوحة اختتمت فعاليات أعمال الدورة الثامنة عشرة لمهرجان القرين الثقافي من خلال المسرحية السياسية الاجتماعية «عنبر و11 سبتمبر» تأليف واخراج وبطولة النجم القطري الكبير غانم السليطي وبطولة الفنان القدير سعد الفرج الذي يعود الى المسرح بعد غياب طويل من خلال عرض مسرح وصفه المراقبون بأنه يمثل عودة حقيقية للمسرح في الكويت وقد نجح الفرج في ان يستحوذ على اعجاب الجماهير من خلال الحضور الكبير الذي يتمتع به والاداء الراقي المتميز والذي يليق بتاريخ أحد أعمدة المسرح في الخليج من خلال شخصية سعد الذي يخشى سطوة الاميركان ويرضخ لهم بعد اتهامه بالارهاب لمجرد انه ساهم في بناء مسجد في أفغانستان ورغم الطاعة الكبيرة للاميركان ومساعدته لهم في القبض على اخيه متصورا انه كسب ثقتهم وسيفرجون عن شركاته وأمواله الا انه يفاجأ بوضعه في الاقامة الجبرية هو وأسرته ليتحول بعد ذلك الى الطائفة اليهودية ويرتدي قبعات اليهود وبالفعل يصبح واحدا منهم ويزور في التاريخ وينسب نفسه وأجداده الى اليهود وهي صرخة يطلقها الفرج هل سنتحول جميعا الى يهود حتى ترضى عنا اميركا. قدم الفرج واحداً من أجمل أدواره وأثبت بحق انه نجم كبير لا يخفت بريقه مهما غاب عن المسرح ومعه اخيه علي الغرير الذي كشف عن قدرات كوميدية عالية والذي يقف في منطقة المنتصف فتارة يثور على الاميركان خلال التحقيقات معهم وتارة يؤثر السلامة ويصمت أما النجم غانم السليطي فيتمتع بكاريزما خاصة فهو قادر على انتزاع الضحكات في أي وقت بأدائه وأسلوبه المميز فهو عنبر الرجل الطيب الذي تنكرت له عائلته فراح يبيع المأكولات الشعبية للزبائن وفي المطبخ يحدث انفجار في انبوبة الغاز كحادث عرضى الا ان الامريكان حولوه الى حادث ارهابي ورصدوا المكافأة الضخمة لمن يدلي بمعلومات عن عنبر الذي اختفي خوفا منهم لكن يقبض عليه ويتعرض للتعذيب ثم يقضي عدة سنوات في معتقل غوانتانامو سيىء السمعة فيكتشفون براءته ويفرج عنه في نهاية المطاف وطوال هذه الرحلة يمارس السليطي افيهاته ولمساته الكوميدية التي لم تتوقف دون السقوط في الابتذال الرخيص باستثناء بعض الشتائم مثل «ينعل ابوك – وأمك» التي تذكرنا بأسلوب الفنان محمد نجم الذي لا يخلو مسرحه من شتائم كثيرة ربما تثير الضحك لكن في النهاية تظل شتائم تشوه ثوب العمل المسرحي الجميل السليطي نجم كبير له حضور طاغ وينهي عمله بمحاولة تفجير نفسه وهو يطلب من الحضور هل يفجر نفسه في حفلة اليهود والاميركان ام لا دون ان يقع في خطأ التفجير حتى لا يتحول العرض الى دعوة الى العنف والتفجير فيترك النهاية مفتوحة ومحذرة للامريكان في الوقت نفسه بأن اسلوبهم في امتهان الكرامات والظلم سوف يؤدي في النهاية الى تشجيع الانخراط في العمليات الارهابية.
الفنانة الجميلة والرشيقة هبة الدري كانت بحق مفاجأة العرض بعد ان جسدت دور جنرال اميركي يقوم بالتحقيق في الحادث الارهابي واستطاعت ان تقدم الدور بكفاءة عالية ليست غريبة عليها وساهمت في تعميق الكراهية للظلم الاميركي من خلال أدائها المتميز والواثق ورغم جديتها الشديدة كجنرال الا انها نجحت في المشاركة في الجانب الكوميدي وحققت المعادلة الصعبة فتحية لهبة على الاداء الراقي الجميل البعيد عن التشنجات والمؤثر في نفس الوقت.
الفنان عبدالعزيز الصايغ قدم دور الشاب الثورجي الذي يرفض انصياع والده سعد الفرج للاميركان ومثل جيل الشباب الذي حرك الثورات العربية ليغيروا الواقع الاستسلامي وعندما يكتشف خيانة ابيه في الابلاغ عن اخيه عنبر المتهم بالارهاب ظلما يرفض العيش معهم في البيت ويغادر الصايغ في نقل نبض الشباب في حماسه وثورته وهي عودة جيده له الى المسرح كممثل بعد فترة طويلة من الغياب.
الفنانة فاطمة الطباخ جسدت دور البنت المقهورة التي تعاني من ظلم اعمامها وتنكرهم لأسرتها ورغم ذلك ترتبط بعلاقة حب مع ابن عمها الغني قدمت فاطمة الدور باقتدار وان كانت المساحة ظلمتها نسبيا فهي فنانة مسرحية متمرسة وحصدت الجوائز من قبل الا ان حضورها وتميزها كانا واضحين.
والحقيقة نوجه تحية لكل العاملين في عنبر و11 سبتمبر كفريق عمل متكامل نجح في تقديم عمل مسرحي ناضج منهم وداد العبدالله وماجدة سلطان ومن الشباب كرم فتحي وفيصل الراوى ونتوقع لهما حضورا كبير في الاعمال المسرحية في القادم من الايام.
عودة متميزة
وقد اشاد وزير الثقافه القطري بالعرض ووصفه بأنه عودة متميزة للمسرح السياسى في العالم العربي واشار الى ان الدوحة كانت قد احتضنت هذا العرض في نسخته الاولى التي قدمت في افتتاح احتفالية – الدوحة عاصمة للثقافة العربية – عام 2007. وأشار الى انه قام بتوجيه الدعوة مجددا لفريق المسرحية من أجل اعادة عرضها مع كامل فريقها في مهرجان الدوحة الثقافي في مارس المقبل.
وشدد الوزير الكواري على اهمية التعاون الفني المشترك بين النجمين الكبيرين الكويتي سعد الفرج والقطري غانم السليطي والذي كان حصاده هذا العرض الذي يشرف المسرح في دول مجلس التعاون ويستحق كل معاني الدعم والرعاية لأنه محصلة تعاون الكبار وأيضا دعم الموسسات الثقافية التي تؤمن بأهمية المسرح في عملية البناء الحضاري لدول المنطقة.
فيما اكد الرئيس التنفيذي للموسسة القطرية للاعلام مبارك جهام بأن حضور الوفد القطري الرفيع المستوى برئاسة وزير الثقافة القطري يمثل الدعم الحقيقي للمسرح في قطر والكويت على حد سواء، مشيرا الى ان الاعتزاز والفخر الكبيرين بنجوم المنطقة والدور الريادي الذي يقومون به من أجل اثراء الساحة الثقافية والفنية والاعلامية، مشيدا بالجهد الابداعي للثنائي سعد الفرج وغانم السليطي والذي وصفه بأنه أحد سفراء الفن القطري والخليجي الى العالم العربي وان هكذا تجربة تمثل عملية التكامل بين المبدعين في دول مجلس التعاون الخليجي.
قضايا وهموم الإنسان العربي
من جانبة نوه الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب م.علي اليوحة باهمية هذة التجربة المسرحية التي تستعيد المسرح السياسي بمواصفات عالية الجودة تمثل نبض الشارع. وتجسد مرحلة من الشفافية العالية في التعامل مع المسرح كمنبر حقيقيي للتعبير عن قضايا وهموم الانسان في العالم العربي.
وأكد بأن اختيار المجلس لتقديم مسرحية «عنبر و11 سبتمبر» يأتى تاكيدا على دور وأهمية المسرح وأيضا احتفاء بالتعاون الفني والابداعي المشترك وايضا تكريما لنجوم كبار لطالما امتعونا باعمالهم ونتاجاتهم الفنية بالذات الفنان القدير سعد الفرج والفنان القطري الكبير غانم السليطي الذين قدما تجربة مسرحية تمثل مرحلة متجددة من المسرح السياسي الرصين.
هذا واشاد الفنان القطري غانم السليطي بمبادرة معالي وزير الثقافة القطري والوفد المرافق له في حضور العرض الافتتاحي لمسرحية – عنبر و11 سبتمبر – والتي وصفها السليطى بانها احتفاء حقيقى للمسرح في قطر والكويت ودول مجلس التعاون الخليجي. وترسيخ للمكانة الحقيقية لابناء المسرح واجياله. كما تثمن الدور والدعم الكبير الذي قدمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب متمثلا بالأمين العام للمجلس وقيادات المجلس وادارة المسرح بالمجلس الذين قدموا كل الدعم والرعاية من أجل اعادة تقديم هذا العرض للجمهور في الكويت وفي اختتام فعاليات عرس القرين الثقافي.
كما اشاد الفنان غانم السليطي بالدور والقيمة الكبيرة التي تمثلت بحضور الفنان القدير سعد الفرج الذي اضاف للمسرحية بعدا وقيمة فنية عالية المستوى.
وجدير بالذكر ان مسرحية «عنبر و11 سبتمبر» تناقش تداعيات أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما سمي بالحرب الاستباقية وسقوط الكثير من الابرياء ضحايا تلك الممارسات.
هذا وستتواصل عروض المسرحية على صالة مسرح الدسمة للفترة المقبلة بعد ان حصدت في عرضها الافتتاحي اشادة رفيعة المستوى. المسرحية يشارك في بطولتها اضافة للفنان القدير سعد الفرج والفنان الكبير غانم السليطي كل من هبة الدري وعلي الغرير وماجدة سلطان وفاطمة الطباخ وعبدالعزيز الصايغ وبدر الشطي وعلي القلاف وسلمان المرزوق وحشد اخر من الفنانين من اجيال المسرح في الكويت.
قاعدة ثقافية تتحرك وتتطور
وعلى صعيد متصل أكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أن المهرجان قدم على مدار ثلاثة أسابيع، باقة متنوعة من فنون تشكيلية ومسرحية وموسيقية وسينمائية وأدبية وغنائية وتراثية، عكست الطموح الإبداعي للحركة الثقافية، وأغنت التكامل والتواصل بين أبناء الثقافة والفن والفكر على امتداد الوطن العربي .. مشيراً إلى أن أبرز أحداث هذا المهرجان، هو الندوة الفكرية التي شارك في وقائعها نخبة من الساسة ومن المثقفين والمفكرين والإعلاميين العرب.. تلك الندوة التي تناولت محاور جريئة ومناقشات جادة عن الواقع العربي الجديد : تأصيل واستشراف.
وأضاف بمناسبة اختتام أعمال المهرجان الذي أقيم خلال الفتـرة من (9 – 28 يناير 2012) ما كان لنا أن نعقد مثل هذه الندوة لولا أننا نعيش في دولة تتمتع بقدر كبير من الحرية، وبنظام ديموقراطي يضمن حرية القول والتعبير، وحريات دستورية، ونهجا ديموقراطيا يُتيح الفرصة والمجال واسعا أمام مجتمعنا، لطرح كافة القضايا ومناقشتها بكل شفافية.
وقال اليوحة: ان الثقافة هي قدرنا الذي لن نحيد عنه باعتبار أن من يملك المعلومة، يملك السلاح الأعظم، خاصة في وقت أصبحناً نعيش فيه الزمن أكثر من المكان فالدعوة مفتوحة للمثقفين، لكي يأخذوا دورهم الفاعل في الدفع بعجلة التنمية التي نتوخاها، مع بعض فئات وشرائح المجتمع الأخرى، نحو الرقي الذي نبتغيه لشعوبنا ولبلداننا، مشيراً إلى وجود مسؤولية أخرى تقع على عاتق المثقفين، وهي العمل على ربط قناعات الأجيال وتحولاتهما الفكرية والمعرفية، بقاعدة ثقافية تتحرك وتتطور، غير قابلة للاحتواء أو الجمود أو التغذية بأفكار وقناعات متطرفة.
وأشار إلى أن الأمل أن تكون هذه الدورة من عمر المهرجان، قد نجحت في تحقيق الأهداف المرجوة منها في ترسيخ دوره على الساحة الثقافية العربية خاصة وأن هذه الدورة قد رسمت لوحة أبرزت سيلاً من مشاعر فياضة جمعت بين القلوب والأفئدة التي جاءت إلى أرض الكويت يجمعها هدف واحد، وهو السعي لمزيد من التعاون، ومزيد من الارتقاء بالشأن الثقافي في المنطقة العربية بأسرها، مؤكداً على أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الجميع، في مواصلة بذل الجهد من أجل تعزيز هذا النجاح من دورة إلى أخرى.
وختم الأمين العام تصريحه بالقول أجد لزاما علي أن أتوجه بجزيل الشكر والامتنان إلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك لرعايته الكريمة لهذا العُرس الثقافي الكبير كما لا يفوتني أن أتقدم بالشكر إلى الشيخ حمد الجابر وزير الاعلام ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الذي كان لدعمه ومساندته وتشجيعه بالغ الأثر في إقامة هذا المهرجان ونجاحه.. والشكر موصول لكل من شاركنا هذه التظاهرة الثقافية من مثقفين ومفكرين وفنانين ولكل من سهر وخطط ونفذ عملا إبداعيا فاعلا، كان له طيب الأثر في أثراء الساحة الثقافية.. وشكرنا الجزيل إلى اللجنة العليا المنظمة للمهرجان ولإدارة المهرجان ولكل أعضاء اللجان العاملة فيه، على ما بذلوه كعهدنا بهم في سبيل إنجاح هذا العُرس الثقافي. وقال اليوحة لعل مبلغ سعادتنا في اللجنة العليا للمهرجان هو تزامن إقامته مع احتفالية الكويت بالأعياد الوطنية والذكرى الخمسين للمصادقة على الدستور والذكرى السادسة لتولي حضرة صاحب السمو أمير البلاد مقاليد الحكم والتي تصادف يوم 29 من شهر يناير والعملية الانتخابية التي صاحبت أيام المهرجان.
قم بكتابة اول تعليق