بدايات مجلس 2012 الثاني لا تبشر بالخير. إلى الآن لم نجد التغيير والتجديد، بل كأننا نتابع مجلس 2012 الأول مع تبدل في الادوار.
هذا المجلس الجديد جاء على خلفية صراع سياسي مرير امتد لست أو سبع سنوات، لهذا لا يوجد لدى الناس أي توقعات أو تكهنات سوى الاصلاح الجدي، فلا أظن أحدا يتوقع أو يقبل من هذا المجلس سوى الإنجاز والإصلاح ومقارعة الفساد.
لكن وكما قلت فإن المجلس الجديد تبدو عليه ملامح تكرار أخطاء من سبقه.
بمجرد أن فتحت أبواب عبدالله السالم لاستقبال النواب الجدد، هلت علينا اقتراحاتهم باستحلاب المال العام كأول خطوة لدغدغة مشاعر الناس. يا نواب نحن بحاجة إلى استراتيجية وخطة عمل تنقذ الكويت من الاعتماد على النفط، لا تخدير الناس بمشاريع إسرافية تستهلك المال العام بلا مقابل! فبطلا إسقاط القروض اليوم هما سعدون حماد والفزيع بعدما كانا بورمية والصواغ!
الأمر الثاني بالنسبة لتبادل الادوار فإن المجلس الجديد والقديم لهذا العام يكمن في التصدي للمعارضة. واضح أن الحكومة تمارس الاسلوب نفسه الذي مارسته المعارضة في المرة الماضية بتكتيم أفواه الرأي الآخر، وأقصد من كلامي هذا اغلاق قناة «اليوم» بسبب المخالفات التي ذكرتها الصحافة.
بغض النظر عن المخالفات، هذه المعارضة كانت وما زالت تكرر ادعاءاتها بتكميم الأفواه ومحاربة الحكومة إياها، وأظن إغلاق قناتهم جاءهم الآن على طبق من ذهب حتى تؤكد ما كانت تزعمه خلال فترة حل المجلس.
لو كنت مكان وزير الاعلام لبدأت وقبل خطوة الإغلاق بحملة اعلامية واضحة تكشف تصرفات القنوات الاعلامية جميعها ومنها المعارضة ومخالفتها للقوانين، وإلى جانب ذلك توضح الوزارة مواقفها من هذه القنوات والوسائل الاعلامية وتقول للناس انها طويلة البال ولا تريد التعسف وانها لا تتعجل بتطبيق القوانين حتى لا تعطي الذرائع للمعارضة على أنها تتقصدهم.
فكأنني أرى ما يُفعل بـ «اليوم» مكان ما جرى بـ «الدار» في السابق!
العلامة الثالثة لتشابه المواقف بين هذا المجلس وسابقه ما حصل بخصوص الايداعات المليونية. فأولئك بحثوا عن القبيضة من 2008 إلى 2011، نواب هذا المجلس بدأوا الان بالبحث عن القبيضة من 2006 إلى 2008! ألا يوجد قبيضة قبل هذه التواريخ مثلا، أم مال الكويت محترم في هذه الاوقات وفي غيرها فسبهللة؟!
الوقت حساس وأضعنا الكثير، والنواب والحكومة اليوم تقع عليهم مسؤولية انتشالنا من المآزق الكثيرة التي وقعنا فيها بسبب جولات التشنج والعناد والتحدي.
hasabba@hotmail.com
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق