«لجنة بوزارة التربية أجرت دراسة أثناء تولي د. موضي الحمود الوزارة، أثبتت وجود تلاعب في 6422 شهادة هندسية مستوردة من الخارج»، د. خالد مهدي في ندوة منتدى المبادرات الهندسية الأول – (صحف محلية 2012/12/20).
أكثر من 6400 مهندس يحملون شهادات مزورة؟! ما الذي يجري في الكويت؟! ما أعظم الأزمة الأخلاقية التي أحاطت بالمجتمع حتى جعلت التزوير يدخل علينا من كل منفذ ويقتحم حياتنا من كل باب! أصبح التزوير وسيلة سهلة ميسرة في كل مجال للحصول على امتيازات مادية او للاعفاء من مستحقات مالية، فهذا يزوِّر شهادته التعليمية، وذاك يزوّر بياناته للحصول على جنسية، وآخر يزوّر أوراقه للحصول على ترخيص تجاري، وأخيرا مزوّرون يتحصلون على دعم العمالة بغير وجه حق، وهكذا اصبحت حياة بعض الناس في الكويت كلها تزويراً في تزوير!
قبل الحديث عن جريمة التزوير قانونا، أين الحلال والحرام عند أولئك المزوّرين؟ كيف يقبلون أن تقام حياتهم على باطل وكيف يستحلون أرزاقا بغير وجه حق؟ وكيف يستهينون بالحصول على أموال الدولة بالحرام والغش والتدليس؟ ما أعظم أزمة الأخلاق التي نعيشها في المجتمع!
والسؤال الآخر: ماذا فعلت وزارة التربية في عهد د. موضي الحمود بعد اكتشاف آلاف الشهادات المزوّرة، وماذا فعلت بعد ذهاب د. موضي؟! هل أعادت تقييم الشهادات، وهل ألغتها، هل تمت إحالة حَمَلة تلك الشهادات المضروبة للجهات القانونية للبحث عن كيفية حصولهم عليها؟! وماذا استفادوا منها في الدولة من وظائف أو امتيازات أو مناصب أو رخص هندسية وتجارية؟!
يا تري، هل وزارة التعليم العالي شريكة في هذه الكارثة التعليمية الصارخة؟ هل ديوان الخدمة المدنية شريك في هذه الفوضى العابرة للقارات؟! وأين جمعية المهندسين من حماية الشهادة الهندسية؟ وما دورها في مكافحة سرقة الشهادات وشرائها في الكويت؟.. من هم أولئك المزوّرون؟ هل هم موظفون في الحكومة؟ هل منهم قياديون يتولّون الإشراف على مناقصات ومشاريع الدولة، هل التحقوا بوظائف التدريس في الجامعة والمعاهد؟!
أطالب وزارة التربية ووزارة التعليم العالي وديوان الخدمة المدنية وجمعية المهندسين بالكشف عن حقائق تزوير الشهادات الهندسية في أسرع وقت، وبيان ما اتخذوه من إجراءات لتصحيح هذه الأوضاع الفاسدة، وبغير ذلك فهذا يعني أمرا واحدا لا لبس فيه، أنهم شركاء في هذا الفساد! والله الموفِّق.
وليد عبدالله الغانم
waleedalghanim.blogspot.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق