كثيرا ما كانت الحكومات السابقة تربط تراجع البلاد بالتأزيم الحاصل في مجالس الامة المتعاقبة. فتلك المجالس كانت تعيد إنتاج الأزمات ولم تسهم في تقديم الحلول، وكان الشد بين الطرفين على أشده. برلمان يعلق أخطاءه على مشجب الحكومة، وحكومة تفعل مثله، والشعب حائر بين الاثنين.
اليوم لدينا برلمان جديد، تشكل بمعزل عن المجاميع السياسية التي كانت تتحالف مع الحكومات السابقة أو تدخل في نزاع معها، ولعله اقرب البرلمانات للأغلبية الصامتة. فلا عذر لهذه الحكومة على التباطؤ والتأجيل. خاصة ان أدراجها متخمة بالدراسات والبحوث المحملة بالحلول الناجعة التي تنتظر قرار تفعيلها.
قديما كان يقال «البقاء للأقوى» أما اليوم فالبقاء للأسرع. ففي هذا الزمن المضغوط تبرز أهمية عامل الوقت. بيد أن الحكومة، ومثلما يبدو، لم تلتفت لهذا العامل. وأسوق مثالاً بقصة إنشاء الشوارع (24 مليون كلفة الكيلومتر الواحد) وهي قصة تدور في المدينة منذ وقت والحكومة صامتة.
بسبب هذا الصمت المريب أو العجز عن التوضيح تترسخ هذه القصة المرعبة في النفوس، وتزيد من إحباط الأغلبية الصامتة وتتبخر الآمال في محاربة الفساد. فلا طبنا ولا غدا الشر.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق