عبدالمحسن جمال: شكراً سمير سعيد


بقلوب ملؤها الإيمان بقضاء الله وقدره فجعت الكويت كلها والأسرة الرياضية خاصة، بوفاة اللاعب الدولي الكبير، والإنسان الخلوق والابن البار والاب الحنون والزوج الوفي والصديق الصدوق سمير سعيد.
بيّن فقدان هذا الإنسان العزيز مدى المحبة التي يتمتع بها في قلوب أهل الكويت، وسجّل موته سطورا رائعة من تلاحم الكويتيين بعضهم ببعض.
فسمير سعيد وحّد أهل الكويت في حياته، وفي أثناء مرضه وبعد وفاته.
تجسدت تلك الصور الكويتية الجميلة التي كان عنوانها الكبير «نحبك يا سمير سعيد»، فصاحب السمو الأمير الذي كان يتابع الحالة الصحية «لبوعلي» أولا بأول أمر ببذل كل الجهود الممكنة لعلاجه، واستدعاء أمهر الأطباء للعمل مع أطبائنا الكويتيين الذين بذلوا جهدهم لإنقاذ حياته.
وموقف أهل الكويت الأبرار الذين تزاحموا على بنك الدم، حين سمعوا حاجة سمير للدم، فكان موقفا نبيلا لكل شرائح المجتمع الكويتي.
وموقف التجمع الشعبي أمام مستشفى العدان الذي كان يعالج فيه سمير، كان معبرا عن تكاتف الكويت مع أبنائها، ومحبة أهلها بعضهم لبعض وتلاحمهم وقت الشدة.
ووسائل التواصل الاجتماعي التي ما انفكت تتناقل أخبار سمير وحالته الصحية أولا بأول، مع الدعوات والصلوات وذكر الله سبحانه.
وبعد ان لبّى فقيدنا الغالي والعزيز نداء ربه راضيا مرضيا، تزاحم المواطنون والمقيمون إلى المقبرة ليودعوا سمير بقلوب حزينة وعيون دامعة، وكان موقف وزارة الإعلام مجسدا لهذا التلاحم الكويتي في نقل مراسم الدفن وتشييع الجنازة، وكذلك وسائل الإعلام الخاصة.
كل ذلك رسالة واضحة لكل من تسول له نفسه محاولة تقطيع أواصر الوطن، أو يريد العزف على أوتار الخلاف والشقاق بين أبناء الكويت، لأن مصاب سمير سعيد أسكت كل تلك الألسن النشاز التي تحاول ان تتكلم بخلاف الواقع الكويتي والتلاحم بين أهل الكويت.
ويبقى السؤال: كم سمير سعيد نحتاج؟ وإلى كم مصيبة نحتاج حتى نكون على قلب رجل واحد؟!
رحم الله الأخ العزيز بوعلي صاحب الأيادي البيضاء، والإنسان البشوش وصاحب اللسان العذب والقلب المحب للكويت وأهلها.
رحمك الله رحمة واسعة، وأسكن روحك الفردوس، وألهم أهلك وأحباءك الصبر والسلوان.
«إنا لله وإنا إليه راجعون».
د. عبدالمحسن يوسف جمال
ajamal2@hotmail.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.