مفرج الدوسري: تذكيراً.. لا تشهيراً

ان كان للحكومات المتعاقبة سقطات مدوية مكنت معارضيها من تجييرها لصالحهم فإن لقادة المعارضة سقطات كبيرة لم يجد لها اشد مناصريهم تبريرا، وهو ما دفع الكثير منهم لإعادة تقييم مواقفه.
٭٭٭
السيد أحمد عبدالعزيز السعدون السياسي المخضرم والمعارض البارز الذي حمل لواء الدستور ونادى بتفعيل مواده وحفظها من اي تعديل وشّكل من اجل ذلك مجموعة (الا الدستور) يوافق في تناقض غريب على تعديل بعض مواده وتعطيل ما لا يوافق هواه، وهي ليست السقطة الاولى بل سبقتها سقطات كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر مقاطعته للاجتماع الذي دعا اليه الشيخ سعد العبدالله رحمه الله في ظرف سياسي دقيق واصراره بعد ذلك على وقوف الشيخ سعد رحمه الله في مجلس الامة على الرغم من شدة مرضه، ثم تحذيره لأسرة الحكم من زوال ملكهم وهو الأمر الذي اخذته المراجع العليا من باب النصيحة مما دفع السعدون للوقوف في مجلس الامة مثنيا على المراجع العليا واصفا موقفها بانه (تكتب حروفه بماء الذهب) دون ان يحفظ ذلك حين قبل برفع سقف الخطاب اثناء المؤتمر الاقتصادي وحين اعلن عن رفضه لمرسوم الضرورة وهو من طالب به سابقا واقره في اكثر من مناسبة وحين غاب عن استشارات التكليف رغم علمه بها وحين اعلن عن رفضه لحكم المحكمة الدستورية قبل ان يصدر وحين هدد النظام باللجوء الى المنظمات الدولية وحين صم اذنيه عما يجري من عبث بالامن.
٭٭٭
السيد مسلم البراك ضمير الامة صاحب نظرية ارهاب المسؤولين الذي حمل لواء محاربة الفساد والمفسدين دون ان يحقق شيئا على ارض الواقع، فجميع الاستجوابات التي شارك فيها لم تؤد الى اجتثاث فساد او ادانة فاسد، وهي سقطة كبيرة تليها سقطة تعويله على ذاكرة الناس، واشغالهم بكثرة القضايا، حتى اصبح يخرجهم من قضية ليزج بهم في اخرى دون ان ينهي ما بدأ ودون ان يعنيه ما يترتب عليها! المهم ان يبقى في دائرة الحدث، ولعل السقطة الاكبر والتي ليس لها ما يبررها خطابه الموجه الى سمو الامير اثناء المؤتمر الاقتصادي، وهي تغني عن الخوض في الكثير من السقطات كاتهام مسؤولي مكتب مؤسسة البترول في طوكيو واليوكن الاسود وانكاره امتلاك اية ادلة حول الايداعات واقتحام مجلس الامة وقبوله تصدر مظاهرات قوامها شباب صغار يجهلون عاقبة الاخلال بالامن، هذا عوضا عن رفضه للآخر ومصادرة حقه في التعبير واختزال الامة! نسأل الله العافية.

< نقطة شديدة الوضوح:

تسقط الحركة الدستورية واقفة؟ لذلك تعالج سقطات منتسبيها بادعاء فصلهم او ان تصريحاتهم لا تمثل الحركة! اما السيد وليد الطبطبائي فسقطته الكبرى انه لا يعرف ماذا يريد فالمهم لديه ان يكون وسط تجمعات وحراك وشد وجذب، لذلك لن نذكره بالاسلحة ولا (الخرجة) ولا الخمسين الفاً! اما بقية الطامحين الذين يظنون ان رفع سقف الخطاب والتطاول و(العنتريات) ستحقق لهم المزيد من الشعبية فقرارهم مرهون لدى الشعبي او حدس؟

مفرج البرجس الدوسري
MALDOSERY@ALWATAN.COM.KW

المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.