«أكدت وزيرة الشؤون ذكرى الرشيدي مواصلة الوزارة الحرب ضد تجارة الاقامات، مشددة على انها لن تتردد في احالة أي شخص متورط للنيابة اذا وجدت الدلائل التي تؤكد مخالفته للقوانين» (القبس 2012/12/30).
قبل سنوات اعد احد الوزراء كشفا متضمنا اكبر تجار الاقامات حسب بيانات وزارة الشؤون، صدم الوزير ان اصحاب المراكز العشرة الاولى في تجارة الاقامات من علية القوم، ذهب الوزير وبقيت تجارة الاقامات تتضخم وتزداد الى يومنا هذا.
انا اريد نصح وزيرة الشؤون ان كانت فعلا تريد تقديم انجاز حقيقي في وزارتها ألا تبدأ بتجارة الاقامات لأنه موضوع اكبر من اي وزارة بما فيها «الشؤون» او «الداخلية»، ومن الافضل لها ان تبدأ بما هو ممكن عمله باصلاح بعض الامور الواقعة ضمن صلاحيتها الافتراضية وبشكل جدي سأقترح بعض المواضيع التي تستحق اهتمام الوزيرة فعلا:
1ــ ايقاف تلاعب البعض من العاملين في وزارة الشؤون من صغار الموظفين أو كبارهم بتجارة الاقامات من خلال التأكد من رخصهم التجارية والصناعية والحرفية سواء اكانت مباشرة لهم او من خلال وكالات باسمهم، والتأكد من وجود معاملات صدرت باسمائهم.
2ــ تبسيط اجراءات اصدار الاقامة لاصحاب العمل في المحافظات بدلا من الفوضى العارمة التي يعانيها الناس عند مراجعتهم للشؤون ووجود تسعيرة تحت الطاولة في بعض المواقع لانجاز المعاملات تبدأ من كرت تعبئة «ابو خمسة دنانير» وصولا للدفع النقدي لاجل استخراج اذن عمل رسمي وقانوني ومستوفي الشروط.
3ــ القضاء على ظاهرة موظفي المنازل بالشؤون، حيث يتسلم موظفون رواتبهم وهم في منازلهم شهورا عديدة وحسبما يقال ان عددهم بالمئات .. حالهم حال البلدية.
4ــ مواصلة تصفية قطاع التعاونيات وهو احد اكبر منابع اللعب في البلد ونتمنى من الوزيرة ان تواصل حالات حل المجالس المتجاوزة واحالتها للقضاء وعدم قبول الواسطات للسكوت عنها.
هذه بعض الاعمال التي يمكن للوزيرة ان تبدأ بها ان رغبت في انجاز شيء ما – قبل حل المجلس واستقالة الحكومة – واما القضاء على تجارة الاقامات من البداية فهذه لقمة عودة وهي اصعب من مشكلة الزحمة واعظم من خطة التنمية بكبرها.. والله الموفق.
***
• إضاءة تاريخية
«كان للصرافين في الكويت صناديق مملوءة بالعملات والنقود المختلفة، والعجيب انهم يتركونها ليلا في مكانها في الساحة المفتوحة ولم تتعرض للسرقة ولا مرة واحدة». القاضي الهندي كرستجي 1916 بعد زيارته للكويت.
وليد عبد الله الغانم
waleedalghanim.blogspot.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق