ناصر العبدلي: مستشفى المتقاعدين

منذ ما يقارب خمسة وعشرين عاما، طرحت فكرة لإنشاء مستشفى خاص بالمتقاعدين تتولى مؤسسة التأمينات الاجتماعية إنشاءه، ووفق ما رشح من معلومات فقد أقرت البلدية أرضا لإقامة المستشفى، ورصدت الميزانية المطلوبة لإقامته، ومع ذلك لم يطرح هذا المشروع الحيوي والمهم على الشركات الوطنية لتنفيذه حتى الآن، ولا أحد يعرف ما هو السبب!
مسؤول في التأمينات الاجتماعية يقول إن رئيس المؤسسة، فهد الرجعان، هو من يقف عائقا أمام إنجاز هذا المشروع لمبررات واهية، وآخر يقول إن خلافا دب بين «التأمينات» من جهة وبين وزارة الصحة حول مَن سيجلب المعدات اللازمة لهذا المستشفى، وأن القضية ليست قضية مبنى بل توفير المستلزمات الطبية له، والمؤسسة لا تريد توفيرها.. و«الصحة» كذلك!
حتى الآن لا أحد يعرف سبب عرقلة مثل ذلك المشروع، والمؤسسة ترفض للأسف أن تكشف عما يدور داخلها حوله رغم أهميته للمتقاعدين، وأهمية أن يجسد هذا الصرح للتخفيف عن المستشفيات القائمة، ولردّ الجميل لمن خدموا البلاد سنوات طوالا بتوفير كل ما يستحقونه من اهتمام صحي من خلال ذلك المستشفى، خاصة أن هناك ضغوطا على المستشفيات الحكومية الحالية، ولم يعد بالإمكان أن تؤدي عملها كما يجب، بسبب كثرة مرات تغيير وزراء الصحة، وعدم إعطائهم الفرصة كاملة لتنفيذ أفكارهم.
مؤسسة التأمينات الاجتماعية إحدى المؤسسات الوطنية المهمة، وهي الموكول لها أمر المتقاعدين، سيما ما يتعلق بالرواتب أو بتوفير الخدمات الكاملة لهم، سواء أكانت تلك الخدمات صحية أو غيرها من الخدمات التي يحتاج إليها المتقاعد، وأتوقع أن مثل تلك المؤسسات في الدول المتقدمة تتضمن أنشطة أوسع بكثير من الراتب والخدمات الصحية، لكننا في الكويت سنرضى بالحد الأدنى.
لا نريد توفير خدمات مالية للمتقاعدين في الوقت الحالي، لكننا بحاجة ماسة إلى الخدمات الصحية وخاصة مستشفى يتضمن تخصصات يحتاج إليها المتقاعد، وهذا المستشفى ضاع بين البيروقراطية والروتين الحكومي القاتل، رغم أن مؤسسة التأمينات الاجتماعية لا تعتبر من القطاعات الحكومية، فهي تدار بأموال المتقاعدين وتدير أموالهم، ويفترض بها أن تكون أكثر مرونة وقدرة على الإبداع وطرح الأفكار، وليس كما يحدث الآن في مؤسستنا العتيدة، فهي عاجزة عن إنشاء مستشفى، فكيف نطمع أن
تطرح مشاريع أكبر؟
المصدر جريدة الكويتية

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.