فيصل الحمود: «الدستور» ليس قرآنا ولابد من تعديله نحو المزيد من الحرية والديموقراطية


أعلن الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح ان الدستور الكويتي وغيره من الدساتير العربية والغربية ليست نصوصا قرآنية منزلة في مكة، كما أنها ليست أحاديث نبوية نزلت في المدينة لا يمكن ان نقترب منها ونطورها وانما الدساتير هي من وضع البشر يمكن ان تُجرى عليها اي تعديلات، منوها الى ان الدستور الكويتي بحاجة الى ان نجري عليه تعديلات بحكم مرور عقود فاقت الخمسة على العمل به حيث كانت الأوضاع مغايرة لما هي عليه الآن في كافة نواحي الحياة.
واشترط الشيخ فيصل الحمود في حوار معه حصلت «الوطن» على نسخة منه ان تصب التعديلات على منح المزيد من الحرية والديموقراطية والاصلاح وبناء الدولة الحديثة، وان تتماشى مع مجريات حداثة الفترة التي نحيا بها، منوها الى ان ابرز المواد الدستورية الواجب تعديلها تلك المتعلقة بأداة الاستجواب، مؤكدا في الوقت ذاته ايمانه المطلق بأحقية أعضاء السلطة التشريعية في ممارسة عملهم الرقابي لرصد أي خلل في أي مرفق كان، مستدركا بالقول: لا جدال في ان البرلمان والحياة الديموقراطية مصدر فخر واعتزاز لجميع الكويتيين.
وأضاف: من وجهة نظري الشخصية ومن خلال رصدي لأراء عدد كبير من أبناء الشعب فان هناك بعض من الاستجوابات يغلب عليها الشخصانية وقد يلوح بها احد النواب لمجرد عرقلة معاملات غير مستوفية للاشتراطات، وهذا ما يؤدي حتما الى عرقلة عمل الحكومة ويعيق التعاون المنشود.
وحول التعاون بين السلطتين أكد انه مهم للغاية، وقال: حرص سمو الأمير في أكثر من مناسبة على ان يذكر بضرورة التعاون، ومما لاشك فيه فان التعاون بين السلطتين ينعكس حتما على المواطن، وبالتالي يجب ان يكون التعاون مثمرا بما يحقق طموحات الشعب وآماله نحو مستقبل أفضل، كما حرص المشرع على حث السلطتين على التعاون وليس تصيد الأخطاء، فالوزراء والنواب بشر قد يخطئون وقد يصيبون، ومن لا يخطئ لا يعمل ومن يعمل لابد ان يخطئ، وهناك فارق بين الخطأ عن عمد او الخطأ عن غير عمد، لذا من الضروري ان نناقش الأخطاء ان وجدت بعقلانية وبعيدا عن التشنج السياسي.

تدخل أبناء الأسرة

وبخصوص ما أشيع عن تدخل عدد من أبناء الأسرة في الشأن السياسي والدفع نحو التأزيم قال الحمود: في البداية انا واخواني بعيدون كل البعد عن مثل هذه التصرفات، وشخصيا غير مقنع بان نواب الأمة والذين اختيروا من أبناء هذا الشعب الكريم يمكن ان يسيروا او ان يفعلوا شيئا بدون قناعة صادرة عنهم لأنهم اقسموا قسما عظيما.
وأضاف: وفيما يتردد عن تدخل أبناء الأسرة في افتعال توتر بين السلطتين ودفع أعضاء في البرلمان لاستجواب او ما شابه فانني اقو ل ان أسرة ال الصباح الكرام مثلها مثل أي أسرة قد يصدر خطأ ما من احد افرادها ولكن من غير المنصف ان نعمم تصرف شخص أخطأ على عموم الأسرة، ومن هذا المنطلق وفي ظل وجود صحافة حرة من المفروض ان تحديد هوية من يسعى الى افتعال، وقناعتي في هذا الموضوع ان من يقوم بالخير وخدمة الناس فهو يمثل ضمير أسرة ال الصباح ومن يفعل عكس ذلك فهو يمثل نفسه.

الإعلام والحكومة

< هل لديكم ملاحظات على الاعلام الوطني خاصة في المرحلة الحالية؟
– نفتخر بإعلامنا كإعلام مؤثر ويتمتع بهامش كبير جدا من الحرية والمصداقية وهو باذن الله بخير ولكن لا يمكن ان ننكر في الوقت ذاته وجود اعلام يمكن وصفه بالفاسد، وهذا الاعلام الذي يعتمد على الاثارة ما يمكن له ان يدوم كثيرا لان وعي الشعب الكويتي يلفظه.
< قبل أشهر بسيطة شكلت حكومة جديدة فكيف تنظرون الى هذه الحكومة وهل ترى فيها القدرة على تلبية طموحا ت المواطنين؟
– دعنا نكن واقعين فتعداد الكويتيين لا يتعدى المليون والـ100 الف نسمة وحينما يكلف سمو رئيس مجلس الوزراء بتشكيل حكومة فانه يختار أفضل العناصر المتاحة، وبالنظر الى الوزراء في حكومة سمو الشيخ جابر المبارك نجد انها تضم خبرات ووزراء تكنوقراط والمطلوب ان نمهل هذه الحكومة الفرصة للعمل دون ان نمارس عليها ضغوطا، ويحب منح الفرصة الكاملة لهذه العناصر، وتأتي بعد ذلك مرحلة الحساب.اما فيما يتعلق بجزئية هل هذه الحكومة قادرة على تلبية الطموحات أقول بالتأكيد فقد شكل سمو رئيس مجلس الوزراء الحكومة لتحقيق طموحات المواطنين ويجب ان نمنح الحكومة الفرصة لتعمل فلم يمضي على تشكيلها 3 اشهر.

المنصب الوزاري

< وهل تقبلون اذا عرض عليكم منصبا وزاريا أم انكم تفضلون العمل الدبلوماسي؟
– أقول بصراحة شديدة لا اميل الى هذا المنصب ولكني مستعد لخدمة أبناء وطني في اي موقع واعشق العمل التطوعي، ولكن مما لاشك فيه ان المنصب الوزاري أصبح غير مفضل لكثير من الكفاءات الوطنية المخلصة لأنه يجلب المشكلات ويدفع بهم الى صراعات، وبالنسبة للشق الثاني من السؤال فانا شخصيا أفضل العمل التطوعي وما ان يطلب مني أي عمل من خلاله اخدم أبناء وطني فلا أتردد في ذلك، وللأمانة فانه لم يعرض عليّ منصب وزاري واذا حصل فلن أتردد في قبوله لانه سيكون برغبة سيدي حضرة صاحب السمو ونحن أبناء الأسرة مخلصون لهذا الوطن لا نملك سوى اطاعة الله ورسوله وولي الأمر.
< ظهرت أخيرا ما يمكن وصفها بالنبرة الطائفية؟
– ما استطيع ان اجزم به ان النزعة الطائفية غريبة على الشعب الكويتي ومن الخطأ ان ننجرف وراء هذا الفكر وتلك النزعة الطائفية فالكويتيون وعلى مر التاريخ لا يفرقون فيما بينهم والتاريخ يؤكد ما أقواله ففي اشد الأزمات عمل الشعب الكويتي كرجل واحد وسالت الدماء الكويتية دون النظر الى المذاهب، ولدي ثقة كبيرة في ان روح المواطنة ستعلو، فالشعب الكويتي حضر وبدو سنة وشيعة كلهم أبناء هذا الوطن العزيز ونحن مطالبين بان ننبذ النزعة الطائفية لانها قد تحدث شرخا في نسيج هذا الوطن، والكويت باذن الله زاخرة بالحكماء القادرين على انهاء أي فكر لا يتناسب مع طبيعة الشعب الكويتي وعلينا ان نحتكم للقانون متي ما حدث خلاف.
< كيف ينظر الشيخ الحمود الى ما يسمى بـ«الربيع العربي»؟
– لا جدال على ان لكل شعب خصوصيته ونحن في الكويت اعتدنا على عدم التدخل في شؤون الغير ونحترم رغبة الشعوب، والكويتيون دائما ما يقفون مع اخوانهم العرب في أزماتهم ومن هذا المنطلق ولا أكثر حرصت على تقديم مساعدة بقيمة 50 الف دولار للشعب السوري الشقيق، وبهذه المناسبة اقول وفي ظل الاوضاع تلك فاننا احوج من نكون الى التلاحم خلف قيادتنا الحكمية لان تجربتنا الديموقراطية رائدة وتحقق طموحات الشعب ونعتز بها ونفخر بالديموقراطية أينما ذهبنا وعلينا ان ندفع نحو تعزيز الديموقراطية في ظل راعي نهضتنا صاحب السمو.

رئيس شعبي

< كيف ترى الدعوات التي ظهرت بشكل واضح في الموسم الانتخابي وتحديدا جزئية المطالبة برئيس حكومة شعبي؟
– أولا أسرة الصباح من الشعب ولم تأت من كوكب آخر، ثم ان الغالبية العظمى من أبناء الشعب وهذا المسه من واقع زيارتي والتقائي بالمواطنين يرفضون هذا الطرح ونحن أبناء الوطن ارتضينا بحكم آل الصباح وهم باذن الله أمناء على هذا الوطن ومقدراته.
< هل تؤيد دخول أبناء الأسرة المعترك الانتخابي؟
– أقول وبأمانة شديدة لو أقيمت الانتخابات وفق الدائرة الواحد ودخلت المعترك السياسي فسوف أحقق رقما لا يستهان به بحكم تشعب علاقاتي ومحبتي وعشقي لخدمة أبناء بلدي في كل مراحل حياتي، ورغم ذلك فانا شخصيا ضد نزول أي فرد من افراد الأسرة حتى لاينافس ابناء شعبنا، فنحن منهم وهم منا، علما بأنه اذ أعطيت الفرصة لأبناء الأسرة لخوض الانتخابات سنجدهم في البرلمان يخدمون وطنهم وشعبهم ولكن ولي الأمر لا يريد مشاركة أبناء الأسرة لذا فسمعاً وطاعة.
< كنتم سفيرا في أكثر من بلد وارتبط اسم السفير فيصل الحمود بالأردن فهل تحن للعمل في هذا البلد؟
– قبل الخوض في الاجابة احب ان أؤكد على ان الملك عبدالله بن الحسين وكبار المسؤولين في المملكة الأردنية الشقيقة ووجهاء القبائل الذين اقتربت منهم عن قرب وشعرت بالأصالة العربية في تعاملاتهم ومدى حبهم للمساعدة وأيضا الشعب الأردني الكريم يكنون معزة كبيرة للكويتيين ويقدرون اسهامات الكويت حكومة وشعبا، اما فيما يتعلق بعلاقتي باخواني وأبنائي في الأردن وغير الأردن فهي لم تنقطع وكثيرا ما يتواصلون معي ويقومون بزيارتي في المناسبات والعطلات، وكثيرا ما يتصلون بي لحل مشكلات تعترضهم وبطبعي لا أتردد في تقديم المساعدة الممكنة استنادا الى علاقاتي بالمسؤولين هناك، وللأمانة فأنني انتهز هذه الفرصة لاثني على الأداء المتميز لرئيس المكتب الصحي في السفارة الكويتية في الأردن د.عبدالعزيز العنزي ورئيس المكتب الثقافي في سفارتنا في الأردن د.عطية الشمري.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.