حسن عباس: ما أشبه مجلس البارحة باليوم

حينما يراجع الإنسان الكويتي نفسه ابتداءً من اليوم ووراءً إلى 1962 لابد أنه سيضحك على نفسه ويستهجن، ويقول في قرارة نفسه هل الخطأ فيني أم القوانين والتشريعات!؟
فهذا حال اهل الكويت، منشغلون دائما بمقترحات وآراء لكيفية القضاء على الطائفية والعنصرية وشراء الذمم، ويتذابح السياسيون من خلال شاكليت من القوانين توزع الكويت إلى خمس وعشر وبصوت وصوتين وأربعة وضم هذه المناطق بتلك وهلم جرا، وما زلنا نتحدث ونقترح وما زالت مشكلاتنا التقليدية راوح مكانك هي هي لم تتغير منذ الأزل!
ها هو مجلس الإنجاز كما سماه نوابه، جاؤوا على خلفية مجلس تأزيمي. لكن أسالكم ما الفرق بين الاثنين؟
بدأوا أعمالهم بجملة من القوانين، أهمها اسقاط القروض وفتح سبيل المال العام للناس وعلى «أفا من يشيل»، أو كما يسميها سعدون حماد نفتحها بحري!
ومع أنهم بسم الله لسه بادين عملهم بالبرلمان لكن «حليمة» لا تتعلم أبدا، فالإخوة بدأوا بالتأجيج الطائفي. فالأول يقول «كروتة»، الثاني يجيب «أنت وعاء الكروتة»، الأول «جب عمى بعينك، يا قليل الادب». طبعاً هذا ليس بخلاف بين اثنين عاديين بل بين عز الطلب، بين «شيعي» وبين «سلفي» والحبل على الجرار!
هذا المجلس يُفترض أنه جاء على أطلال مجلس هدم المتبنيات الديموقراطية والشفافية للمجتمع، أو هذا ما فهمته أليس كذلك؟ لكنهم بلا تردد يمارسون التعسف نفسه والعناد وكمن سبقوهم من «أهل الاصلاح» ورفضوا رفع الحصانة عن صاحبهم النائب بحجة الكيدية، والإخوة مترددون وما زالوا يتناقشون حول علانية الجلسة الأمنية أو سرية!؟
لماذا ننتظر الحلول تأتينا من الخارج أو بالمظلة من أهل السماء!؟ نحن أهل المشكلة ونحن أصلا عين المشكلة! نريد التغيير ولا نريد أن نتغير! لا فائدة في تعديل الدوائر أو الاصوات لأن الناس بحاجة إلى اعادة هيكلة وبرمجة.

hasabba@gmail.com

المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.