تحت الدوش، ساكن البيت ينتفض ويلعن الخادم الآسيوي الذي عجز عن إصلاح السخان فلم يزل الماء باردا في هذا الصقيع القارس. وقت كان الخادم الملعون يكنس السطح ويجري مكالمة من هاتفه النقال يلعن زوجته في بلاده بعد أن أخبرته بأن الجاموسة نفقت. البيت الملعون يرتج غضبا حتى الاطفال غاضبون على أمهم التي حرمتهم من طلب وجبة بيتزا لأنها غاضبة من زوجها البخيل.
رئيس الشركة زعلان على المدير الذي هو غاضب على الموظفين الناقمين على المدير الساخط على الرئيس. متوالية غضب، متاهة سخط، فالجميع يعيش في دوامة الغضب. المغردون في خنادق «تويتر» يشتمون أي شيء يتحرك على التايم لاين. المستمعون غاضبون على المغني الذي هو ساخط على الملحن، والأخير يلعن المؤلف، ولا يجمع الثلاثة سوى النقمة على صاحب شركة الانتاج.
المقاطعون غاضبون على مرسوم الضرورة، البدون يائسون، الزبون زعلان بسبب سوء الخدمة. هتافات الغضب تطوف الطرقات في دول العالم. الحبيبة زعلانة من حبيبها، الناقد ناقم على الحالة الثقافية، حال الرياضي مع الرياضة.. وحده رجل الدين ساخط على الدنيا وما فيها.
لا أحد راض وأمطار الغضب تنهمل فتجفف القلوب.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق