على الرغم من رفضنا القاطع لما قامت به القوات الخاصة من تعامل سيئ بلغت قسوته حد الضرب والشتم غير المبرر للمشاركين في مسيرة «كرامة وثن 5» إلا أننا نلقي تبعات ذلك ونتائجه على الدكتور وليد الطبطبائي الذي أعلن مسبقا عن نيته عدم أخذ تصريح لها وعلى كتلة الأغلبية السابقة التي لم توقفه عند حده وتلزمه أو تكلف أحداً غيره بالتوجه إلى الجهات المختصة لأخذ تصريح للمسيرة، وهو الأمر الذي يجنب المشاركين فيها مخاطر الاصطدام برجال الأمن ويجعلهم في مأمن من ذلك، وإن كان الدكتور وليد أو كتلة الأغلبية من ورائه تظن أن الاصطدام برجال الأمن وما ينتج عنه سيزيد من رصيدها الشعبي ويزيد من أعداد المشاركين فهم على خطأ، ومن يتابع شبكة التواصل الاجتماعي وما يقال في الدواوين وما يكتب في الصحف يجد سؤالاً موحداً يردده الجميع (لماذا لم يطلبوا تصريحاً من الجهات المختصة؟ وما الغاية من ذلك؟) وهنا تجدر الإشارة لو أن الطلب المقدم من السيد وليد الطبطبائي وكتلة الأغلبية إلى الجهات المختصة قد قوبل بالرفض لكان التعاطف معهم أكبر، ولكان اللوم على هذه الجهات أشد لرفضها منح الترخيص لمن يريد أن يعبر عن رأيه من خلال مسيرة سليمة.
٭٭٭
بالأمس وتحديدا في منطقة الصباحية سعى البعض بخبث ومن خلال المسيرات الليلية إلى جر إحدى القبائل الكريمة التي لا يستهان بعددها إلى المشاركة فيها ليكونوا وقودا لها ممنيا النفس بأن يحدث بين أبنائها ورجال الأمن مواجهات تدمي الطرفين، ولكن حكمة رجال وشباب هذه القبيلة العزيزة أفشلت المخطط الخبيث، واليوم يتكرر هذا المسعى الخبيث من خلال الدعوة إلى «كرامة وثن 6» في منطقة مأهولة بالسكان حتى تكون قبيلة كريمة أخرى في مواجهة مع رجال الأمن! ولا نعلم كيف يفكر من يطلقون على أنفسهم زعماء وقادة الحراك؟
٭٭٭
يجب على من يرى أن الكويت تتعرض إلى خطر سيجلب لها الكوارث ولأهلها المصائب بسبب تفرد السلطة بالقرار أن يقدم نفسه وأهله وماله فداء لدرء ذلك، وهو الأمر الذي يجب أن يؤمن به قادة الحراك حتى يتقدم أبناؤهم وأشقاؤهم وأقرباؤهم الصفوف الأولى في كل مسيرة بدلا من أبناء القبائل الذي يحثونهم على المشاركة ويشيدون على مدى يومين بمن يقبض عليه منهم ثم يطويه النسيان خلف القضبان بينما أبناؤهم وأشقاؤهم وأقرباؤهم في مأمن وبعيدون عن المساءلة! هكذا تكون التضحية في سبيل الكويت بدلا من جعل أبناء الآخرين قرابين على مذبح بطولاتهم، ومن حق أبناء القبائل أن يتساءلوا عن أبناء وأشقاء وأقرباء خالد السلطان وعبدالرحمن العنجري ومحمد الدلال وأسامة الشاهين وعادل الدمخي وأحمد السعدون ووليد الطبطبائي وحمد المطر وعبدالله الطريجي وعبداللطيف العميري وبقية قادة الحراك؟ لماذا لم نسمع ولم نر مشاركة أحد منهم فيما يحدث سوى مشاركة يتيمة وبعد ضغط شديد لابن أحدهم وثقت بالفيديو لتبرئة الذمة؟ أم أن أبناء القبائل لا بواكي لهم؟
< نقطة شديدة الوضوح:
سيعلم أبناء القبائل الذي راحوا ضحية لهذا الحراك الذي سيجني زعماؤه ثماره في القريب العاجل بعد أن تطوى صفحته حجم خسارتهم وفداحتها! وكم أتمنى لو أن أحدهم سأل كل من ينشق عن هذا الحراك عن خفاياه وخباياه ليخبره عن حقيقته!!
مفرج البرجس الدوسري
MALDOSERY@alwatan.com.kw
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق