وليد الغانم: لجنة لتنقيع تقارير المحاسبة بالماي

«تدارس مجلس الوزراء الآليات المناسبة لمعالجة اوجه الخلل والملاحظات المتكررة بتقارير ديوان المحاسبة بهدف اصلاحها وتجنب تكرار حدوثها، وقد كلف فريقا لدراستها ووضع الاجراءات والتدابير العملية اللازمة لمعالجتها وتجنب تكرارها ورفع تقرير لمجلس الوزراء بهذا الشأن» 2009/7/7.

هذا محضر اجتماع مجلس الوزراء الموقر قبل اربع سنوات، وهو يعيد ويزيد عن تكرار ملاحظات ديوان المحاسبة واهمال أغلب الوزارات بعملها والتلاعب الفاضح في المناقصات والعقود والهدر والتسيب في صرف اموال الدولة، وعبث بعض مسؤولي الحكومة بميزانية وزاراتهم سنويا بلا حسيب ولا رقيب في الشؤون الوظيفية والتعاقدية والمشاريع والنهب المستمر من الباب الاول بمسميات ومبررات لا قيمة لها، وسوء ادارة هذه المؤسسات وعجزها عن تنفيذ برامجها وخططها وعقودها وتقصيرها في تحصيل مستحقاتها المالية لقاء خدماتها وامور اخرى تدل على امر واحد لا ريب فيه.. هناك فشل عارم وفساد واضح في كل وزارات الدولة ومرافقها بلا استثناء، لكن من يحس ويستشعر عظم الامانة والمسوؤلية الملقاة على عاتقه في اصلاح الاوضاع وتقويم الامور؟

هذا محضر اجتماع مجلس الوزراء سنة 2009 ما الذي جرى بعده يا ترى؟ ماذا فعل الفريق الذي شكل برئاسة وزير وعضوية الفتوى والمناقصات والمالية؟ مازالت المخالفات تنمو وتكبر وفساد بعض القيادات الحكومية يزيد ويتعاظم ولا يحاسب احد ولا يوقف متلاعب عند حده ولا يعزل وكيل وزارة ولا يحال قيادي الى القضاء لمحاسبته.. هل يعقل هذا؟ لماذا يعد الديوان تقاريره السنوية اذاً؟ لماذا لا يحاسب اولئك الفاسدون المعششون في مناصبهم؟ ماذا يعني تكرار مخالفات بعض الجهات سنوات متتالية سوى ان الحكومة لا ترغب في الاصلاح او انها عاجزة عن الاصلاح او انها راضية بهذا الفساد المتفشي في اجهزتها..؟

نشر قبل ايام تقرير ديوان المحاسبة عن سنة 2012 وفيه من البلاوي ما تكفي لاسقاط حكومات واحالة وزراء للقضاء وعزل قياديين في مختلف مؤسسات الدولة، لكن من يجرؤ على تصحيح اوضاع البلد، ومن يملك ان يتخذ قرارات مصيرية تعيد الامور الى نصابها؟ يا حكومة ويا مجلس.. الا تغارون على الكويت والله انها بذمتكم؟

والله الموفق.

***

اضاءة تاريخية: تمر علينا هذه الايام ذكرى «عاصفة الصحراء» حرب تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم في يناير 1991، نتمنى من وزارة الاعلام تغطيتها بالشكل اللائق.

وليد عبدالله الغانم

waleedalghanim.blogspot.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.