خارج النص
لأسباب عديدة, وبناء على تجارب سابقة ومواقف مشهودة, أعرف كثيرين ممن يتعاملون مع مصداقية النائب وليد الطبطبائي بأسلوب “خذ وخل”, أي بين قوسين, مصداقية الرجل “مضروبة” عندهم, ولكن بعد تصريحه الذي أطلقه أول من أمس, وقال فيه: ان سمو الشيخ جابر المبارك سيكون آخر رئيس وزراء من أبناء الأسرة الحاكمة. فأظن أن أسهم مصداقيته سترتفع مجددا لدى الناس, فالطبطبائي في هذا التصريح بالذات ينطق بالصدق, وأنا على استعداد لأن أشهد له, فهو ومن معه, عازمون فعلا على تنفيذ هذا البند من أجندتهم التخريبية, وبكل أسى أقول: سيتحقق لهم هذا, فما دام بعض أبناء الأسرة يدعمونهم ويقوون شوكتهم ويحيكون معهم الخطط و”الدوابير” لإقصاء وضرب أبناء عمومتهم, فسيتحقق هذا وما هو أكثر منه!
سينجحون, لأن روح الانتقام أعمت بصائر بعض أبناء الأسرة, وصار لديهم استعداد بل ترحيب بأن تخسر الأسرة كل شيء, على أن يتولى ابن العم هذا أو ذاك منصبا قياديا مهما! يا سادة يا كرام, إياكم ثم إياكم, أن تظنوا أن ما جرى ويجري هو من قبيل الصدفة, وأن الأحداث تتصاعد عفويا فتتحول تلقائيا إلى أزمة! لا يا أحبة, لا تكونوا بهذه الطيبة والبساطة, فكل شيء مخطط ومرسوم ومدروس, وأي حدث مهما تدنى في حجمه وشأنه وتأثيره, فهو بفعل فاعل, وهو مقدمة لما هو أكبر وأخطر! سمو الشيخ جابر المبارك سيكون آخر رئيس وزراء من الأسرة الحاكمة? نعم هذا صحيح ومؤكد وليس متوقعا وحسب. فلو قال هذا الكلام غير الطبطبائي, فوالله لسمعت كلامه من أذني اليمنى وأخرجته من أذني اليسرى, ولكن أن ينطق الطبطبائي بهذا, فهنا مكمن الخطر!
خطورة كلام الطبطبائي تكمن في ثلاثة أمور, أولها أن لا وجود لحراك أو مناسبة تدعو لإطلاق هذا الكلام في هذا الوقت تحديدا. ثانيا, الجميع يعلم أن الطبطبائي لا ينطق بلسان حاله, وإنما هو يمثل أناساً سبق لهم أن بشروا بوقوع أمر عظيم في شهر نوفمبر الماضي, وذلك قبل حدوثه بنحو شهرين, وقد صدقت بشارتهم حين سادت الفوضى في الشارع, وتمخض عنها اقتحام المجلس. ثالث الأمور, أن الأسرة يستحيل أن تتنازل عن منصب رئيس الوزراء طوعا, أو تتخلى عنه في ظروف طبيعية, لذلك حرص الطبطبائي على إطلاق تصريحه ليلة رفع الحصانة عن النواب التسعة! وهذا يؤكد ما ذهبنا إليه في مقالة أمس, أن النواب التسعة ومؤيديهم سيجنحون للتأزيم وسيعودون للشارع مجددا, وستكون المطالبة برئيس وزراء شعبي, إحدى أولوياتهم… خذوها مني, في هذا التصريح بالذات, الطبطبائي لا يكذب!
استأذنكم وإدارة التحرير للتوقف بضعة أيام عن الكتابة… نلقاكم على خير.
salehpen@hotmail.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق