«فاتورة الفشل» صارت ثقيلة لدى الاتحاد الكويتي لكرة القدم.. ومستوى «الأزرق» من انحدار إلى انحدار منذ تسلّم مجلس «بوخمسة» الاتحاد برئاسة الشيخ طلال الفهد، الذي يتحمّل مسؤولية كل هذه الإخفاقات بحكم منصبه، وآخرها في «خليجي 21»، كيف لا؟ والإنجازات في حدها الضيق الذي لا «يشفي غليل» جماهير ملّت من الفشل، وصارت تعيش على «أطلال الماضي المجيد»، فلا الرئيس أعاد لها الماضي، ولا اتحاده نجح في تطوير اللعبة، ولو «قيد أنملة»!
صبرنا جدا في الفترة الماضية على هذا الاتحاد حتى لا نُتّهم بـ«الشخصانية».. من قبل «ربعه» و«فداويته»، وما أكثرهم، ولكن «فاتورة الفشل» طالت، منذ سنتين وبالتحديد منذ العبارة الشهيرة «تبون كاس آسيا؟»، وضمت الخروج من تصفيات كأس العالم 2014 وتصفيات أولمبياد لندن 2012.. وإخفاقات ذريعة في كأس آسيا 2011 ودورتي الألعاب الخليجية والعربية وكأس العرب التاسعة وبطولة غرب آسيا السابعة، وآخرها كأس الخليج الحادية والعشرين، و«الخير لجدام»، ولابد من وقفة لتقويم «الاعوجاج».. ومعالجة «السوس» الذي «نخر عظام» كرتنا ومنتخباتنا، ولابد من عودة الأمور إلى نصابها ومجيء اتحاد جديد يعمل ويعمل ويطوّر ولا يُطلق تصريحات رنانة «يحشو بها» الجماهير «تبناً وقشاً» ويتركهم «يعلكون الهواء»!
للفشل «قصة سنسردها بالتفصيل».. وأسباب كثيرة، والمثل القائل «إذا كان الأعمى يقود الأعمى، فالاثنان مصيرهما الحفرة» ينطبق على مجلس «بوخمسة»، الذي استولى «بشكل غير شرعي» و«بقوة خارجية» على اتحاد الكرة، وأتى وعمل في ظروف «غير طبيعية»، وحشد رئيسه كل إمكاناته ليلمع نفسه «إعلامياً»، فصار مثل الذي أراد أن «يبني قصراً ويهدم مصراً»!
بلعنا الوعد!
لا نختلف على أن المعني نجح في رئاسة نادي القادسية بمساندة من زملائه، ومنهم «أبو العطاء السخي» فواز الحساوي، وتوسّعت «أحلامه» وشخصت منذ زمن بعيد نحو اتحاد الكرة، بعد أن دخل شقيقه الشيخ أحمد الفهد «المعترك السياسي»، فصار كرسي رئاسة الاتحاد مثل «عرش الطاووس» بالنسبة إليه، ونسي أن النجاح قد لا يأتي في أي مكان، لأن ظروف نادي القادسية تختلف عن الاتحاد!
تزعم «سي السيد» أندية «التكتل» التي خالفت قوانين الإصلاح الرياضي السابقة، أقله في اتحاد الكرة بالذات، باختيارها «الخمسة» في اجتماع زيورخ الشهير صيف عام 2007، ثم موافقتها على النظام الأساسي للاتحاد في 26 نوفمبر 2007، ومرورا بانتخابها مجلس «بوخمسة» برئاسة {شديد عضل} نفسه، ورفضها الانصياع لرغبة وجهود لجنة الشيخ أحمد اليوسف الانتقالية السابقة، بتطبيق القوانين وتعديل المادة 32 للنظام الأساسي، ليحصل هذا المجلس بعدها على شرعية «خارجية» ويفرض نفسه وليحصل ما حصل.
المهم، «دغدغ» الرئيس مشاعر الشارع الكروي بتصريحات رنانة بعدما تسلّم منتخبا وطنيا، وأخرى سنية أعدتها لجنتا الشيخ أحمد الفهد والشيخ أحمد اليوسف الانتقاليتين، وارتفع مستوى الإثارة في تصريحاته إلى حد الغرور بعد فوز «الأزرق» ببطولة غرب آسيا السادسة وكأس الخليج العشرين، عقب عبارته الشهيرة «تبون كاس آسيا»، وكأن الكؤوس والأمجاد تتحقق بالكلام والتمنيات، وليس بالعمل والاجتهاد!
جاء كأس آسيا 2011 في قطر.. فتواجدنا فيه كـ«ضيوف شرف» بعدما سجل «الأزرق» أسوأ مشاركة على الإطلاق في تاريخه في البطولة بثلاث هزائم أمام الصين وأوزبكستان وقطر، ولم يسجل سوى هدف واحد من ركلة جزاء.
«بلعنا وبلع» الشارع «الوعد» كما تبلع الفطيرة المشلتتة وحسبناه «زلة لسان»، ولكننا صُدمنا خلال الصيف بفشل آخر بخروج «الأزرق الأولمبي» من تصفيات أولمبياد لندن 2012، بعد أن أطلق «وعودا» أخرى تحدّث فيها عن «خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة»، وكأننا في «محل نوفوتيه»، وفي النهاية طلعنا بشفافية مطلقة «من دون ملابس»!
عماها!
لم يشأ أحد «تعكير» صفو استعدادات «الأزرق» لخوض تصفيات كأس العالم 2014، التي صادف أن بدأت صيف عام 2011، ولكن الشيخ طلال لجأ إلى «سياسة دفن الرأس في الرمال» بعد أن وجد «الأزرق» نفسه على شفير الخروج وأصبح مصيره معلقا بمباراة كوريا الجنوبية «المصيرية» في سيئول في الجولة الأخيرة، وبدلا من أن «يكلحها» «عماها» في لقاء تلفزيوني باستباق الأحداث بتبريرات «غير مقنعة»، مدّعيا «وجود سيناريو يقوم على إعداده مجموعة من الأشخاص الذين يجتمعون بصورة دورية في أحد الأندية لما بعد مباراة المنتخب الوطني مع كوريا الجنوبية في الجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم، ويعتمد هذا السيناريو على خسارة «الأزرق» رد الفعل الذي سيقومون به، وهل سيكون اللجوء لمحكمة المال العام أو تهييج الشارع من خلال الخروج إلى ساحة الإرادة، ومتنصلا في الوقت نفسه من وعد «تبون كاس آسيا»؟!
خرج «الأزرق»، بعد تصريح أبو زيد الهلالي، من دورتي الالعاب العربية والخليجية بفشلين ذريعين إثر منافسات مع منتخبات رديفة وأولمبية وشابة أيضا، كما خسر في كوريا وودّع تصفيات كأس العالم، وهي أهم الاستحقاقات، وضاع «حلم» التواجد في أكبر محفل كروي في العالم، ولم «يرف جفن» للشيخ طلال، الذي وبدلا من أن يتحمّل المسؤولية ويستقيل، خاطب الجماهير، قائلا: «هارد لك، وسامحونا على التقصير، وإن شاء الله الجايات أكثر»، ومتوعدا المدرب غوران، ونسي أن يقتدي بالاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي استقال مراعاة لشعور جماهيره!
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق