نبيل الفضل: وليد ورهطه


مدرسة مجلس الأمة يبدأ دوامها الساعة التاسعة صباحا بأمر ناظرها النحيس، اما نهاية الدوام – الهدة – فلا ساعة لها وتعتمد على تسرب الحضور حسب أهمية ما يدور.
وبدء الدوام في التاسعة تسبقه مرحلة تسجيل الأسماء للحديث على جدول الأعمال. وهي مرحلة تبدأ ساعة قبل بداية الدوام أي الساعة الثامنة صباحا.
فان كنت ممن يريد الحديث في موضوع مدرج على الجدول، فعليك ان تصحو في السادسة والنصف لتخرج من البيت بحدود الساعة السابعة والربع لتخوض معركة الزحام اليومي لتصل في آخر لحظة لتسجيل اسمك!.
المشكلة ان كتلة الناظر النحيس هي كتلة الاغلبية التي لا يحضر اغلبها في الموعد، فيقوم الناظر بتأجيل الدوام نصف ساعة!. ولقد تكرر هذا التأجيل مرات عدة خلال هذا الموسم الدراسي النيابي.
لذا فنحن نسأل، في ظل نهاية مفتوحة للدوام: لماذا لا يضع الناظر النحيس بداية الدوام في مدرسة مجلس الامة في الساعة العاشرة والنصف مثلا، ليضمن وصول اغلبية لا تضطره لرفع وتأجيل الدوام. خاصة وان مظهر الفصل الدراسي وهو خال من الكراسي مظهر يدل على استهتار لا يليق بمكانة هذه المدرسة.
فهل سيقبلها الرئيس أم تتغلب فيه النحاسة على المنطق.
< منذ بضعة أيام تمنى وليد الطبطبائي او استشرف أو توقع واعلن ان سمو جابر المبارك هو آخر رئيس وزراء من الصباح، وان الرئيس القادم سيكون من الشعب!!.
من جانبنا نقول فال الله ولا فال وليد. فالرئيس القادم هو خيار الأمير الدستوري، الذي لاينازعه عليه الطبطبائي ولا غيره. ومن يختاره سمو الأمير فهو خيار وطن.
وما قاله البعض يوم امس من ان رئيس الوزراء يجب ان ينال ثقة الشعب ومجلسه قبل تعيينه هو مطلب غير دستوري يستند على المنى لا على الواقع الدستوري.
ولكننا نقول ونؤكد للطبطبائي ان غالبية الشعب يفضلون ويصرون على ان يحكم أمورهم رئيس وزراء صباحي، حتى لو كان ثمن ذلك التضحية بالطبطبائي واشباهه. كما انهم يتمنون ان يكون وليد آخر نائب من اسرته – على كرم تاريخها – على ان يكون سمو جابر المبارك آخر رئيس وزراء صباحي.
< النائب العنجري قال «نحن بالـ 2012 لذلك نطالب بامارة دستورية ورئيس وزراء شعبي».
طيب. وماذا عن 2015 هل ستطالب يومها بجمهورية كويتية ومجلس قيادة ثورة؟!
تكفه شنهي علاقة 2012 بدستور الكويت والامارة الدستورية؟!!. وهل توجد مادة في الدستور تقول ان نظام الحكم يجب ان يتغير عام 2012؟!
ولماذ تضع عقلك على طبق من نحاس وتدعو الآخرين لصفعه؟!
< النواب الحربش والمسلم وآخرون تحدثوا يوم أمس عن تعديلات دستورية تعطي البرلمان حق اختيار او رفض رئيس الوزراء!!.
واكد فيصل المسلم «لن يصلح الحال الا بتعديلات جذرية على الدستور باسم الشعب وسنقدم اصلاحات جذرية»!!!
والحقيقة اننا كنا نظن، وكما سوّق لنا المسلم وشلة الشعبي مع العم بوعبدالعزيز، كنا نظن ان الحال سينصلح بعد رحيل سمو ناصر المحمد عن رئاسة الوزراء!. وكنا نظن ان الحال سينصلح بعد الوصول الى الحقيقة في لجان التحقيق البرلمانية في موضوع الايداعات والتحويلات!.
ولكن يبدو اننا كنا نعيش في غفلة ونصدق اللحى الكاذبة عندما تدعي المعرفة والوطنية.
ولكننا سنسامح فيصل المسلم على هذا الانقلاب اللا اخلاقي على ما قاله في ساحة الارادة، التي لم يذكر بها أي تعديلات دستورية ستصلح الحال. وسننظر تجاه حراس «إلا الدستور». لأننا لم نسمع واحدا منهم يحتج أو يتذمر على التصريح بالمساس بالدستور!!.
ازعجوا سماء الكويت وآبارها النفطية ضجة في «إلا الدستور» ولا لتنقيح الدستور!. واوهمونا ان الحكم وابناءه هم من يسعى للعبث بالدستور.
واليوم لا نسمع من حراس الدستور حسا ولا هرهرة ولا حتى خيال امتعاض من الدعوة لتنقيح الدستور «جذريا» كما اعلن المسلم ورهطه الدستوري من دكاترة الشريعة التي لا تؤمن بالدستور اصلا.
ولكن هل وصل الغباء للحديث في اصلاحات دستورية – ونحن لا نعترض على المبدأ… لعن الله من حرم الدستور من نسمات التطوير – جذرية تتصل بمواد الحكم، مع انها مواد لا يجيز الدستور نفسه تعديلها حتى لو وافق كل اعضاء المجلس بالإضافة إلى سمو الأمير؟!
هل وصل بهم الغباء لتخيل هذا؟!
أم أن السؤال الأهم هو هل وصل بنا نحن الغباء لدرجة أن نتصور أن ما يريدونه هو تعديل الدستور في حين أن الحقيقة هي انقلاب على الدستور وعلى الدولة المدنية؟! واننا نتعرض لمؤامرة انقلابية يحيكها الاخوان المسلمون؟!
< في زحمة طريق المطار القديم باتجاه الجريدة قال لنا صديقنا الجالس على أحر من الجمر للوصول على الموعد مع ضيف زائر، قال «يا ليت مسلم لم تلده أمه لاقتحام مجلس الأمة، بل ولدته كي يحل الأزمة المرورية»!!
ابتسمنا ونحن نقول له «بالمشمش.. وباللوز.. يا تايغر»!

أعزاءنا

تحية للوزير مصطفى الشمالي على قوة رده على النائب العنجري الذي حاول تجريح الشمالي حتى أتته «يد فرّاسة وفم».
ونقول لزملاء الشمالي من وزراء إذا كان البعض معتداً بأنه عضو مجلس أمة، فالوزراء كذلك اعضاء في مجلس الأمة بحكم الدستور، ومن يجرح كرامة أحدكم فمن حقه أن يمرمط كرامته.
ومقابلة الاساءة بالتعالي والتسامح هي ما أوصلنا إلى هذا الدرك المنحط من الأخلاق والتصرفات تحت قبة عبدالله السالم وخارجها.
وأمير الشعراء يقول:
والشر ان تلقه بالخير ضقت به
ذرعاً وان تلقه بالشر ينحسمِ

 

نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.