دعا رئيس رئيس مجلس الأمة علي فهد الراشد مؤتمر الاتحاد البرلماني لمنظمة التعاون الإسلامي إلى إصدار قرار يسهم في وضع حد لنزيف دم الأبرياء من أبناء الشعب السوري الشقيق.
وقال الراشد في كلمته التي ألقاها في اجتماع الدورة الثامنة للمؤتمر ” نلتقي اليوم ولا يزال الدم العربي السوري ينزف من الأبرياء من أبناء وأطفال الشعب السوري الشقيق و لا تزال وسائل الإعلام تنقل لنا وعلى مدار السـاعة مشاهد القتل و الدمار وهي مشاهد تؤلم و تبعث على الحسرة”.
وأضاف” أن عدد الضحايا من أبنـاء الوطن السوري وفق ما جاء في تقارير الأمم المتحـدة وصل إلى ما لا يقل عن ستين ألف ضحية لذا من الواجب علينا جميعاً من منطلق مسؤولياتنا وعقيدتنا الإسلامية الراسخة أن نعمل على الخروج بقرار يسهم في وضع حد لهذه المذابح”.
وأعرب عن الأمل في أن يتضمن البيان الختامي قراراً يؤكد دعم منظمتنا لمهمة المبعوث الاممي والعربي المشترك الأخضر الإبراهيمي بما يحقق التوافق الدولي في مجلس الأمن .
وثمن الراشد بكـل التقدير والعرفـان مبادرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح باستضافة الكويت مؤتمرا دوليا لدعم الشعب السـوري وتقديم المساعدات الإنسانية إليه نهايـة شهر يناير الجاري داعيا الوفود المشاركة إلى العمل على حث حكوماتهم للمساهمة والمشاركة في هذا المؤتمر
وأشار إلى أن قضيـة فلسـطين “هي القضية المركزية للأمة الإسلامية” معربا عن سعادته بنجاح الجهود العربية والإسلامية في الأمم المتحدة بحصول دولة فلسطين على صفـة مراقـب في الأمم المتحدة.
وأكد الراشد في السياق نفسه ان ما تحقق يعتبر”نجاحا دوليا إذ يمثل خطوة مهمة نحو إقامـة الدولـة الفلسطينية وعاصمتها القـدس الشـريف ومواجهة مخططات دولة الاحتلال”، وذكر ” لقد فوجئنا والعالـم بأسره بقرار حكومـة الاحتـلال الإسرائيلي ببنـاء مستوطنات جديـدة في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها بنـاء مساكن جديدة في القدس الشرقية” مضيفا إن “الإعلان عن هذه المشـاريع من قبل حكومة الاحتلال يعد نهاية قاتلة لجميع المسـاعي السلمية الدولية والإقليمية في حـل القضية الفلسطينية”.
وأكد أن هذا “يزيدنـا إصراراً على مواصلة الجهود العربية والإسلامية في توحيـد الصـف الفلسطيني وإنهـاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب الفلسطيني و قيام دولته الفلسطينية وعاصمتها القـدس الشـريف وضمـان عـودة اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين”.
وأعرب الراشد عن الأمل فـي أن يوحـد العالم الإسلامي جهوده ليكـون عام 2013م هو عـام القضية الفلسطينية كهدف يسعى لحله هذا العـام.
وأشار إلى ما يتعرض لـه المواطنون المسلمون الروهنجـيا في ميانمـار “من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان من قتـل و تهجير قسري على أيدي قوات الأمن في ميانمـار”وشدد على ضرورة أن تتعـاون المنظمات الإسلامية مع المنظمات الإقليمية والدولية في وضـع حد لهذه المأساة الإنسانية والعمل على ضمان الحقوق المشروعة لتلك الأقلية.
وأكد أن الدور المحوري والهام الذي تقوم به البرلمانات حيال القضايا الإقليمية والدولية والجهـود التي يبذلونها في التعاون والتنسيق مع المنظمات البرلمانية الإقليمية والدولية “لابد أن تتمخض عنها قرارات دوليـة رشـيدة وفعالـة إزاء تلك الأزمات”
واستذكر الراشد تجربة مجلـس الأمـة الكويتـي خلال الفترة من 2005 حتى 2007م عندما قام بقيادة العمـل ضمن نطـاق الاتحاد البرلماني العربي والإسلامي وصولاً إلى الاتحـاد البرلماني الدولي في مؤتمر بالي في اندونيسيا بتاريخ أبريـل 2007م “حينما أصدر قراراً برفع توصية إلى الأمم المتحدة يدعوا فيها إلى صياغة آلية دولية تجرم الإساءة إلى رموز الأديـان السماوية”.
وقال ” كم سُعِـدنا حينما أصدر مجلس حقوق الإنسان التـابع للأمم المتحدة في 20 مارس 2008م قراراً تقدم به عدد من مندوبي الدول الإسلامية بشأن احترام الأديان وعدم الإساءة للدين الإسـلامي وما تضمنه هذا القرار التاريخي من إشارة واضحة إلى رفض الربط بين الإرهاب والدين الإسلامي.
وأضاف “لقد لاحظنا ومنذ ذلك التاريخ استمرار بعض وسائل الإعلام الغربية في نهج ازدراء الدين الإسلامي والإساءة إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم” مشيرا إلى أن الاسـتمرار فيذلك سيتحول إلى ظاهرة تهدد الاستقرار والأمن والسلم الدولي”
وشدد على ضرورة مطالبة المجتمع الدولي عبر منظمـة التعاون الإسلامي بصياغة ميثاق قانوني دولي يبني على قـرار مجلس حقوق الإنسان الصادر في مارس 2008م يهدف إلى التصـدي لازدراء الأديان وضمان احترام المعتقدات الدينية ورموزها.
ودعا إلى أن يكون للمنظمة دور في دعم الحوار الذي يحقق مزيداً من التفاهم بين الثقافات والحضارات وينشر قيم التسامح والمثل العليـا .
وذكر الراشد إن الأزمـة الاقتصادية التي عصفـت بالاقتصاد العالمي منذ عام 2008م وما أسفرت عنه من انهيارات مالية للكثير من المؤسسات المالية طالت بعض الدول الرأسمالية المتطـورة ووصل آثارها وتداعياتها إلى كثير من الدول الإسلامية مبينا انها”باتت تهـدد الأمـن الاجتماعي والسلامة الوطنية من جراء تنامي ظاهرة الفقر وتزايد معدلات البطالة”.
وأشاد الراشد بالدور الحيوي والهام الذي تقوم به مجموعة البنـك الإسـلامي للتنمية في تسـخير كـل طاقاتها من أجل مساعدة الدول الإسلامية الأعضاء في مواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة لاسيما ما تقدمه بعض الدول من دعـم متواصل لمشـاريع البنـك التنموية.
وذكر “أن حجم اعتمادات المجموعة خلال عام 2011م بلغ حوالي 3ر8 مليار دولار أمريكي ليصل مجموع الاعتمـادات منذ التأسـيس وحتى عام 2012م حوالي 85 مليار دولار أمريكي”مشيدا في المكانـة التي أصبحت تحتلها الصيرفة الإسـلامية في صياغـة الحلـول الناجحـة ومعالجة الأزمة الاقتصادية الراهنـة.
وأشار إلى أهمية التحرك الإقليمي والدولـي نحو إنشـاء منطقـة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط وفي المقدمـة الترسـانة النووية الإسرائيلية مؤكدا أن الاستخدام السلمي للطاقـة النووية حق مشروع لجميع دول المنطقة .
ودعا الراشد”الأخوة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى ضرورة التعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة النووية لضمان استيفاء شـروط ومعايير السـلامة لتجنيب الشعب الإيراني وشعوب المنطقـة من الآثـار الخطيرة الناجمـة عن آثـار إشعاعية محتملة لا سمح الله”.
وتقدم الراشد لرئيس المجلس الوطني في جمهورية السودان رئيس المؤتمر أحمد إبراهيم الطاهر ولجمهورية السودان قيادة لحكومة وشعبا بخالص الشكر وعظيم الامتنان على دعوته الكريمة وعلى ما لقيه الوفد منذ وصوله إلى الخرطوم من كرم الضيافـة وحُسـن الاستقبال.
وكان الراشد فد ترأس الاجتماع التنسيقي لرؤساء وفود البرلمانات العربية الأعضاء في الاتحاد البرلماني لمؤتمر التعاون الإسلامي أول من أمس وسمى خلال الاجتماع مرشحي الدول العربية لشغل عضوية اللجان الدائمة في الاتحاد البرلماني بعد أن أجرت الوفود العربية إجراءات تنسيقية فيما بينها لتوزيع برلمانات الدول المتفق عليها على اللجان الدائمة.
وأعلن رئيس الاجتماع رئيس الشعبة البرلمانية رئيس مجلس الأمة علي فهد الراشد مرشحي الدول العربية لشغل عضوية اللجنة التنفيذية وهم برلمانات دول الجزائر والإمارات والسعودية والمغرب .
وأفاد بأن الاجتماع سمى مرشحي لجنة الشؤون السياسية والعلاقات الخارجية لبرلمانات مصر وليبيا وفلسطين والكويت ممثلة في عضو اللجنة التنفيذية للشعبة البرلمانية الكويتية النائب عبد الله المعيوف .
وأضاف أن مرشحي لجنة الشؤون الاقتصادية والبيئية لبرلمانات دول الجزائر وموريتانيا والبحرين واليمن أما لجنة حقوق الإنسان والمرأة والأسرة فهي لمرشحي برلمانات المغرب وموريتانيا والعراق والأردن فيما رشح الاجتماع برلمانات دول ليبيا ومصر وعمان ولبنان لشغل عضوية اللجنة الثقافية والقانونية وحوار الحضارات والأديان .
من جانب أخر استقبل معالي رئيس مجلس الأمة علي فهد الراشد في مقر إقامته أول من أمس رئيس المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة محمد احمد المر والوفد المرافق له وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البرلمانين الشقيقين ومجالات التعاون المشترك وسبل تعزيزها وتطويرها.
وهنأ الراشد الوفد الإماراتي الشقيق بمناسبة إحراز المنتخب الإماراتي لكرة القدم كأس الخليج في دورته 21 التي أقيمت في مملكة البحرين الشقيقة.
حضر اللقاء كل من رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان وعضوي المجلس الوطني الاتحادي مروان بن غليطة والدكتورة شيخة العويس وسفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية السودان محمد الشحي إضافة إلى وفد الشعبة البرلمانية الكويتية.
من جانب أخر استقبل رئيس مجلس الأمة علي فهد الراشد على هامش المؤتمر رئيس مجلس الشورى بجمهورية إيران الإسلامية الدكتور علي لاريجاني والوفد المرافق له .
جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها حيث تطرق الجانبان إلى أخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية .
وقد دعا لاريجاني رئيس مجلس الأمة علي فهد الراشد إلى زيارة رسمية لجمهورية إيران الإسلامية.
قم بكتابة اول تعليق