جاسم اشكناني: من هيرو إلى زيرو

أعظم «إنكار للذات» وأفضل احترام لمشاعر الجماهير هو تحمل المسؤولية والاستقالة حرصا على المصلحة العامة..، هذه المقولة طبق «نصفها» الشيخ طلال الفهد وترك الباقي، عندما أعلن «تحمله المسؤولية كاملة عن الخروج من تصفيات كأس العالم 2014».. بعد 10 ايام من «كابوس سيئول»، أي يوم 10 مارس 2012 وفي مؤتمر صحفي.. من دون ان يستقيل من رئاسة الاتحاد الكويتي لكرة القدم..، فلا طبنا ولا غدا الشر، لأن المسألة مقروءة سلفا من «عنوانها»، وتمسكه بـ «الكرسي» واضح.. وأعلن عنه صراحة عقب الخسارة امام لبنان (التي كانت السبب الاساسي في خروجنا)..، بقوله «ان استقالته قد تفسر على انها هروب من المعركة».. ونسي انها شجاعة مهنية وادبية ووطنية!

لم يرد «سي السيد»، الذي «ذر الرماد بالعيون» بتحمل المسؤولية فقط، ان يترك المجال لغيره ليأتي ويعمل ويصلح ويطور..، واعتقدت قلة من الجماهير «التي قد تصدق كل شيء» انه سيفتح «صفحة جديدة».. ولكن كل هذا مجرد احلام.. والاحلام لا تخلق اجنحة للطيران في سماء الواقعية.. فقد زج اتحاده «الازرق الاول» في منافسات مع منتخبات شباب ورديفة واولمبية في كأس العرب التاسعة في جدة سعيا وراء لقب او «انتصارات ضيقة» غرضها «كسب» المديح.. وليخرج المنتخب بـ «فضيحة مدوية»، بعد الخسارة «المذلة» امام رديف المنتخب السعودي برباعية نظيفة..، وتصوروا ان اسامة حسين وعلي محمود (مدير الازرق ومشرفه) تحملا المسؤولية واستقالا (رُفضت في ما بعد).. بينما ظل مجلس «بوخمسة» يغط في سبات عميق!

 

لم يتعظوا

لم يتعظ الاتحاد ولا رئيسه من الخروج من تصفيات المونديال، ولم يملك «النظرة الثاقبة».. ولم يخطط لبناء منتخب شاب «كما فعل الاتحادان العراقي والاماراتي مثلاً» لمناسبة مهمة «بعد سنة من ذلك الوقت» مثل تصفيات كأس آسيا 2015 التي سينافس فيها ازرقنا منتخبات قوية في مجموعته وهي ايران ولبنان وتايلند.. والا لكان اشرك منتخبا رديفا او اولمبيا في كأس العرب التاسعة ورفع الحرج عن «الازرق الاول» ولتفادى ان تتأثر معنويات لاعبيه ونجومه بـ «مأساة جدة»..، ولكن يبدو انه لم تكن هناك «خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة».. وحتى خطط عارية لم نرها!

استمر التخبط والبحث عن «ألقاب ضيقة» وتم اشراك «الأزرق الاول» في بطولة غرب آسيا السابعة التي سبقت كأس الخليج الـ 21 بأيام قليلة..، وخرج الازرق، كالعادة، انما على ارضه وبين جماهيره.. بعد منافسات مع منتخبات اولمبية ورديفة وشابة ايضاً!

 

إنذار غير مسموع!

خلال هذه الفترة..، لم يكن هامش التغيير كبيرا في صفوف الازرق.. وتطعيمه بالعناصر الشابة كان بأقل من الحد الادنى..، فكنا نرى المدرب غوران يستدعي تشكيلة من الشباب والصاعدين استعدادا للمباريات الودية.. ثم «تعود حليمة الى عادتها القديمة» ويستدعي «الوجوه اياها» التي «ملت الجماهير منها» الى تشكيلاته في البطولات الرسمية والمعسكرات!

لا احد يعرف السبب او المغزى مما يحصل..، ولا احد قد يستبعد ما اشارت اليه بعض المصادر بوجود «تدخلات نافذة» في اختيار لاعب ما او استبعاد آخر والاصرار على المشاركة بالتشكيلة الاساسية في البطولات «الودية».. والله اعلم..، فما كان يجري «غير منطقي» و«غير طبيعي».. .. ولو كان اعضاء اللجنة الفنية للاتحاد عملوا «ميدانيا» على الاقل او كان دورهم مفعلا اساسا.. لحاسبوا المدرب ووجدوا الحلول!

التشكيلة الحالية «هرمت» بغالبية لاعبيها.. والتغيير كان مطلوبا منذ الخروج من تصفيات المونديال..، فالاتحاد «بوخطط» تلقى «انذارا مبكرا» لم يسمعه جيدا.. ولو اتعظ رئيسه قبلها او خلالها..، لكان فعل بعد وعده الشهير «تبون كاس آسيا؟»..، ولكن كنا على يقين بأن هذا الكلام «ما يوكل خبز»، لاننا لسنا بالحمق بحيث نصدق «كما غيرنا» كل ما يُقال.. اذ ان كأس الخليج بطولة «مجمعة» قوية تهم الكويتيين.. وتصفيات كأس آسيا 2015 صعبة وتكاد تكون الاهم، لانها «المنفذ» الى النهائيات القارية.. والمطلوب «التجديد» و«الحيوية»..، وكانت الفرصة «ذهبية» وسانحة في بطولتي العرب وغرب آسيا لتأسيس جيل جديد وتعويده على المناسبات المهمة.. وهذا هو التخطيط الصحيح.. او اقل ما يُصطلح على تسميته خطة قصيرة او متوسطة.

صدّقت «القلة القليلة» من الجماهير، الكلام «التخديري» بأن بطولتي العرب وغرب آسيا هما «خير استعداد» لـ «خليجي 21»..، ولو كانت اوعى لادركت انه مجرد «كلام x كلام».. ولقرأت «الرسالة من عنوانها»، أي معسكر تركيا «السياحي» والذي بارى فيه الازرق فرقاً مجمعة لا نعرف من أين وهزمها بالتسعة.. ثم معسكر ابوظبي الذي عجز فيه الاتحاد عن تأمين ولو فريق واحد يلاقيه المنتخب.. وبالمناسبة، نحن لا نستعيد الماضي لكي نفتح الجروح التي لن تندمل بل نستعيده لئلا تذهب التجربة هباء كالعادة خاصة ان الازرق صاحب 10 ألقاب خليجية تحول من «هيرو.. الى زيرو»!
(يتبع)

رصيد محترم من الفشل أيضاً!
يحلو لاتحاد الكرة ان يتباهى بتأهل ازرق الناشئين والشباب الى نهائيات كأس آسيا 2012..، ولكن ماذا فعلا؟ .. فقد خرجا من الدور الاول في البطولتين.. فما هو الانجاز الحقيقي؟!!

أزرق الناشئين خرج من الدور الاول لكأس آسيا في طهران في سبتمبر الماضي بتعادل مع اليمن 1/1 وفوز على لاوس 3/4 وخسارة امام ايران 2/1. بينما ودع ازرق الشباب «آسيويته» التي اقيمت في الامارات في نوفمبر الماضي، من الدور الاول بتعادل مع الامارات 1/1 وخسارة امام اليابان صفر/1 وهزيمة «فضيحة» امام ايران صفر/6!

ونتائج المنتخبات السنية خارجيا «تفشّل» صراحة منذ ان تسلم مجلس «بوخمسة» ادارة الاتحاد..، فالازرق الاولمبي بعد ان كان ثاني كأس الخليج عام 2010، خرج من الدور الاول للبطولة عامي 2011 و2012.. وتراجعت نتائجه بشكل لافت!

وازرق الشباب خرج «شر خروج» من كأس العرب الاولى في المغرب (2011) بأربع هزائم في الدور الاول..، ثم ودع الكأس الثانية في الاردن (2012) من الدور الاول ايضاً!

وازرق الناشئين خرج من الدور الاول لكأس العرب الاولى في السعودية عام 2011..، ونتائجه خليجيا «كارثية».. اذ ودع كؤوس الخليج: الاولى في الامارات (2009)، والثانية في الكويت (2010) والثالثة في قطر (2011) من الدور الاول.. قبل ان يخرج من الدور قبل النهائي للبطولة الرابعة في الكويت (2012) بخسارة ثقيلة امام السعودية صفر/5، ويحل رابعا بهزيمته امام الامارات صفر/1!

سؤال يطرح نفسه هنا: اين كل ذلك من صراخ وعويل اجهزة الاعلام السابقة التي كانت تولول وتندب و«تشق هدومها» لاي خسارة في العهد السابق.. اما الآن فـ «صمٌ بكمٌ»..، ألم نقل مراراً ان الغالبية المغرر بها صدقت وآمنت بالحقائق التي حورت؟!
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.