عبداللة النجار: أي حراك شبابي أي بطيخ

المشهد التمثيلي للعسكري المشنوق يثبت أن بعض الشباب لا يعتمد عليهم ولا يتحملون المسؤولية في المنزل وفي العمل

كل ما اسمع أو اقرأ أي خبر أو تصريح يذكر فيه «الحراك الشبابي» تنتابني موجة من الضحك! وأضحك أكثر عندما اقرأ تصريحا لوزير يقول انه التقى وفدا شبابيا وتفهم مطالبهم وكأن هذا الوفد غير المعروف جرى تشكيله من جميع شباب الكويت! وهذا الضحك لم يأت من فراغ وانما له اسبابه وهي ان ما اشاهده في المسيرات الليلية الفوضوية يضم مراهقين واطفالاً والكبير فيهم عمره لا يزيد عن 20 سنة فأي حراك يتحدثون عنه؟

أي حراك شبابي هذا الذي لا يتواجد إلا في صباح الناصر والصباحية وبعض المرات في الرقة واعداد المتظاهرين في هذا الحراك وفي كل مرة لا يزيد عن 300 شخص! وغالبيتهم يرتدون الاقنعة وملثمون! فأي حراك هذا! اتحدى أكبر رأس من الذين يتحدثون عن حراك الشباب ان يعرف مطالبهم الحقيقية غير ما نبي الصوت الواحد و%99.9 منهم لم يقرأ الدستور وتجدهم يتحدثون عن السياسة وكأنهم خبراء في هذا المجال ويصرحون نقلا عن «تويتر» وعن أي نائب سابق «متضرر» من المجلس الحالي ومن أي ناشط ودون ان يتأكد من معلوماته «الخربوطة»!

يتحدثون ويقولون أي شيء عن الحراك الشبابي وهم يعلمون ان شباب الكويت يشاركون ويخوضون انتخابات مجلس الامة ويشاركون ويخوضون انتخابات البلدي ويشاركون ويخوضون انتخابات الاندية الرياضية ويخوضون ويشاركون انتخابات الجمعيات التعاونية ويخوضون ويشاركون انتخابات النقابات في الوزارات والاتحادات في الجامعة وكليات التطبيقي ولم يتبق غير البقالات وليعملوا لها انتخابات ليشاركوا بها! ما هذا الحراك الذي يتحدثون عنه، وليس لدينا في الكويت معتقلات سياسية تضم معارضين وليس لدينا زوار فجر!

وماذا يريد هذا الحراك الشبابي هذا ان وجد أصلا وسط الامن والامان الذي ينعم به في الكويت؟! ما مطالبات الحراك الشبابي الوهمي وسط الرفاهية التي قدمتها له البلاد؟! أي حراك شبابي وبعض شباب اليوم لا يعتمد عليهم ولا يتحملون أي مسؤولية لا في منازلهم ولا في عملهم! وما هذا الحراك الذي يحتوي على ألعاب نارية موجهة لرجال الامن وعلى نباطات ورصاص و«تيل» واصباغ لقذفها على القوات الخاصة! خوض حراك شبابي الذي يستخدم الاطارات و«القنفات» لاشعال النيران فيها بالشوارع ولقطع الدائري السادس وتحرش بعضهم بالفتيات المتوقفات بسياراتهن الممنوعة من المرور! فكّونا من عبارة حراك شبابي وان سمعتها وقرأتها سأضحك مرة اخرى!

عندما ذكرت أن بعض شباب اليوم لا يعتمد عليهم ولا يتحملون أية مسؤولية لا في المنزل ولا في العمل لم اقولها «عبط» فالادلة والاثباتات كثيرة والكل يعايشها ويشاهدها بشكل يومي فمن تسكع في الشوارع وسهر في كل مكان حتى الفجر وهواش في المجمعات التجارية وفي الاسواق وتحرش وسب في اجهزة التواصل الاجتماعي واخرها تفاهة المشهد التمثيلي الذي تم بثه مساء الاربعاء الماضي على الاجهزة ونشرته «الوطن» وبعض الصحف حين ظهرت جثة عسكري بالجيش معلقاً وكأنه مشنوق واخر يتحدث حول الجثة المزعومة ويقول انها نتاج جريمة حدثت قبل 3 ساعات ويكملها بلا حول ولا قوة الا بالله ثم يضبطهما جهاز الاستخبارات صباح امس الاول وسيقدمان للمحاكمة العسكرية مصيرهما المؤكد الفصل والتسريح من عملهما وسيظلان لسنوات بدون عمل فمن سيصرف عليهما!

اتفق مع المقال الجميل للزميل الكاتب مفرج البرجس الدوسري المنشور يوم امس الاول في «الوطن» بعنوان «نبي كرامة وطن 8 في الخالدية» كون المسيرات كلها تكون في مناطق قبلية ويشارك فيها عدد من الحضر الذين لا يتخذون من مناطقهم مواقع لهذه المسيرات! الا ان هناك نقطة غابت عن بال العزيز بوسالم وهي لو ان النائب السابق الحضري المعارض ومن كتلة الاغلبية اعلن عن اقامة مسيرة وطن في منطقته فلن يوافقه الاهالي الا من العشرات من اتباعه وسيتم منعهم من الاهالي على الفور، على العكس مناطق صباح الناصر والرقة والصباحية المغلوب على امرهم خوفا من المساءلة القبلية وحياءً من النواب السابقين والناشطين السياسيين والكثير من الاصدقاء في تلك المناطق يتحدثون عن معاناتهم خلال المسيرات ولكن لا يستطيعون الاحتجاج أو معارضة ما يحدث!

المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.