قضية «البدون» طال أمدها ولا يبدو في الأفق أنه يوجد حل. الحل ليس مفقودا فحسب، بل إن الأمل بظهوره في المستقبل المنظور أيضا لا يبدو أنه مرئي لأحد!
الحكومات الكويتية أطالت في حل المشكلة، وأظنها فوتت فرصا كثيرة كان من الممكن أن توجد حلاً لها مع أقل الخسائر. أظنها كانت تحاول أن تحل المشكلة من خلال تجاهلها وتأجيل حلها من خلال المماطلات وأسلوب التأجيل وتشكيل اللجان وانتظار مجالس الأمة وعقد جلسات خاصة واقرار بعض القوانين لتمييع الموضوع، كلها تبدو حلولاً مضى عليها الزمن.
المرحلة التي تعيشها المنطقة والعالم لا تساعد على هذه العقلية التسويفية. المنطقة لا تعيش حالة غليان، بل قطعت شوطاً طويلاً وبعيداً فصارت المحطة الحالية مكتوب عليها «التغيير»، المنطقة تعيش حالة واقعية من التحول والتبدل وإسقاط أنظمة امتد عمرها لعشرات السنين! فمن الداخل الشعوب أصبحت تمتلك مخالب وأنيابا استطاعت أن تغير حكومات وسلطات ديكتاتورية تحكم بالحديد والنار. ومن الخارج توجد إسرائيل والغرب وحروب حقيقية قائمة بحيث اختلط التدخل الخارجي بالفساد الحكومي بالإسلام السياسي بالمعارضة الداخلية بالخارجية بالإسلام الجهادي بالكساد الاقتصادي، اختلطت المصالح فلم تعد الرؤية واضحة لدى أحد!
ماذا تنتظر الحكومة الكويتية بعد هذا الشكل المخيف في الخارج، كيف سيستقر البلد واذيال الفوضى الخلاقة تمس حدودنا! اترك عنك الآن المؤامرات والامتدادات للخارج، هل تجاهل مشكلة آلاف من البشر بلا هوية قانونية لعشرات السنين مع وعود كاذبة يساعد الدولة لتعيش باستقرار والمحيط الإقليمي والعالمي كله ينتفض ومقلوب رأسا على عقب!؟ يا حكومة ضعي حداً لهذا الاستهزاء بالعنصر البشري وضعي حلاً للقسم الانساني من الازمة وثم اتبعيه بالحل القانوني!
hasabba@gmail.com
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق