الكويت الدولة الوحيدة من بين بقية الدول الخليجية الست التي سارعت إلى رفع علم مجلس التعاون إلى جانب علم الدولة. والكويت الدولة الخليجية الوحيدة التي توظف المواطنين الخليجيين في مؤسساتها الرسمية المدنية والعسكرية، والكويت الدولة الوحيدة التي تقدم كافة الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية للخليجيين أسوة بالمواطنين الكويتيين، والكويت الدولة الخليجية الوحيدة التي يقيم فيها العدد الأكبر من مواطني مجلس التعاون الخليجي، والكويت الدولة الخليجية الوحيدة من بين بلدان مجلس التعاون إذا حدث عارض أمني لمواطن خليجي فاقتضى حجزه أو محاكمته سارعت بالاتصال في الجهات المختصة في موطن المواطن الخليجي وعرضت عليهم تفاصيل القضية.. بل ربما قد يُعفى من الحجز والمحاكمة ويُرحل إلى بلاده سالماً معافى، وأما إذا تعرض مواطن كويتي في أي من البلدان الخليجية لعارض أمني يُرمى في غياهب السجون هناك بلا محاكمة أو مساءلة ولا تتعرف الأجهزة الأمنية الكويتية عن حالة المواطن المحجوز إلا بواسطة أهله أو أقربائه، ثم بعد ذلك يأتوننا ليقولوا لنا وافقوا على الاتفاقية الأمنية الخليجية، فأي اتفاقية أمنية موحدة إذاً يفرضونها علينا هنا ويتجاهلونها هناك..؟!!
مجلس الوزراء الكويتي أصدر قراراً قراقوشياً يقضي بمعاقبة كل من أهان علم مجلس التعاون الخليجي في مكان عام أسوة بالعقوبة بحق من يرتكب هذا الفعل ضد علم البلاد، شيء جميل أن استفاق مجلس الوزراء من غفلته أخيراً وتذكر بأن لعلم الدولة هيبة وأن هناك عقوبات مقررة على من يُهين العلم، وأن علم مجلس التعاون يتساوى بالقدر والهيبة مع علم البلاد (!!) فأين كان مجلس الوزراء عندما أهين علم البلاد عشرات المرات؟ وأين كان عندما وصف عضو مجلس الأمة الذي يمثل الأمة العلم بالخرجة؟ أليس لهذا الوصف يا حكومتنا الفهيمة جدا احتقار وإهانة بالغة للعلم وكان يقتضي معاقبة قائله؟ وأين كان مجلس وزرائنا الموقر عندما تجاهل أيضا عضو مجلس الأمة العزف للسلام الوطني ولم يقف احتراما لعلم الدولة التي ينعم بنعيمها، ألم يكن تجاهله للسلام الوطني إهانة للوطن وإهانة للعلم..؟!!
فإن يهدد مجلس الوزراء بمعاقبة كل من يُهين علم مجلس التعاون، كان الأولى به أن يصدر قراراً مشدداً بمعاقبة من يُهين علم الكويت بأي وسيلة من الوسائل وكان الأولى بمجلس الوزراء تذكير مؤسسات الدولة قاطبة بضرورة الحرص على رفع العلم على سواريها والعناية بنظافته وعدم تعرضه للتمزيق أو التشويه، كان الأولى بمجلس الوزراء أن يطلب من بقية بلدان التعاون الخليجي العمل بالمثل، فالعلم التعاوني تراه مرفوعاً هنا، لكنه يتوارى أثراً في بقية بلدان المنظومة، فهل الكويت الدولة الوحدوية الوحيدة والوفية والمتمسكة بقوانين واجراءات ولوائح مجلس التعاون فيما تجاهلت بقية البلدان الخليجية الشقيقة مسمى المواطنة الخليجية؟! فهل تحسبون علم مجلس التعاون مقدساً وعلم دولة الكويت خرجة…؟!!
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق